17 سبتمبر 2025

تسجيل

قالوا في طول الليل

25 يناير 2013

* من أقوال الشعراء في تباطؤ سير النجوم في الليل وطول الليل قول مهلهل: كأَنَّ كواكبَ الجَوزاء عُوذٌ مُعَطَّفَةٌ على رُبَعٍ كسيرِ كأَنَّ الجَدي في مَثناةِ رِبقٍ أَسيرٌ أَو بمنزِلَةِ الأَسيرِ كأَنَّ النَّجمَ إذْ ولَّى سُحَيرا فِصالٌ جُلْنَ في يومٍ مَطيرِ كواكبُها زواحِفُ لاغِباتٌ كأَنَّ سَماءَها بِيَدي مُديرِ ويقول سُوَيد بن أبي كاهل في المفضليات: وإذا ما قلتُ ليلٌ قد مَضَى عَطَف الأَوَّلُ منهُ فَرَجَعْ يَسْحَبُ الليلُ نجوماً ظُلَّعاً فَتَواليها بَطيئاتُ التَّبَعْ   * ومما يذكر في هذا المجال، أنه دخل على خلف الأحمر أصدقاء له يعودونه في مرضه الذي مات فيه، فقال أحدهم له: كيف تجدك يا أبا محرز، فأنشأ يقول: يا أَيها الليلُ الطويلُ ذَنَبُهْ كأَنَّ دَيناً لَكَ عندي تُطلُبُهْ أَمَا لهذا الليل صُبحٌ يَقْرُبُهْ   * وقال أحدهم واصفاً طول الليل: ما لنجومِ الليلِ لا تَغْرُبْ كأَنَّها من خَلفِها تُجْذَبُ رواكِداً ما غارَ في غربها ولابَدَا من شَرقها كَوكَبُ   * ويقول أبو يَعلَى ابن الهَبَّاريَّه: كم ليلةٍ بِتُّ مَطوياً على حُرَقٍ أَشكو إلى النجمِ حتى كادَ يَشكوني والصُّبحُ قد مَطَلَ الشرقُ العيونَ بِهِ كأنَّهُ حاجَةٌ في كَفِّ مِسكينِ   * وهذا محمد قُزمان الذي يقول: ما بالُ أَنجم هذا الليل حائرةٌ أَضَلَّتِ القَصْدَ أَمْ ليست على فَلَكِ عادَتْ سَواريهِ وَقْفاً لا حَراكَ بها كأَنَّها جُثَثٌ صَرعَى بِمُعْتَرَكِ ما تَنقضي ساعةٌ منهُ فَتُطمِعُني فيه، ولا هو في وَجهٍ بِمنْسَلِكِ هل من بَشيرٍ بنورِ الصُّبحِ تُنقذُني بُشراهُ من طولِ وَجْدٍ غير مُتَّرَكِ فقد أَجَدَّ التواءُ الليل لي شَجَناً وأَضْجَعَتني تَباريحي على الحَسَكِ   * أما أبو الحسن علي بن عبدالغني القيراوني الضرير فيقول عن الليل في قصيدته الشهيرة: يا ليلُ الصَّبُّ متى غَدُهُ أَقيامُ الساعةِ مَوعدُهُ رَقَدَ السُّمارُ وأَرقَهُ أسفٌ للبينِ يُرددُهُ فَبكاهُ النَّجمُ ورق لَهُ مما يَرعاهُ ويَرصُدُهُ نَصبتْ عينايَ لهُ شركاً في النومِ فَعَزَّ تصيدُهُ يامنْ سفكت عيناه دَمي وعلى خَدَّيهِ توردُهُ خَدَّاكَ قد اعترفا بِدَمي فَعَلامَ جُفونُكَ تَجْحَدُهُ وسلامتكم...