28 أكتوبر 2025
تسجيللقد تم تدشين مركز دراسات التشريع الإسلامي في الأونة الأخيرة من شهر يناير 2012 م، حيث تمثل رؤيته الإسهام في التجديد المعاصر في مجال التشريع الإسلامي والأخلاق فكراً وتطبيقاً، واحتوت رسالته على تقديم دراسات نظرية وتطبيقية وتوصيات للهيئات المعنية، ونشر الأبحاث في مجال عمل المركز، ويمثل مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق الهيئة المعنية بالبحث في الرؤية الإسلامية للأخلاق والتشريع فكراً وتطبيقاً. يسعى المركز للإسهام في تجديد الفكر الإسلامي في مجال الأخلاق ليقدم قراءة معاصرة تجعل من ثوابت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أرضية تنطلق منها، ومن مقاصد الشريعة الإسلامية نبراساً تهتدي به. وعليه فإن المركز لا يهدف لتطوير أطر نظرية لدراسة الأخلاق فحسب، وإنما يسعى لتقديم حلول عملية قابلة للتطبيق. ولتحقيق المعادلة السابقة والتوازن المطلوب فإننا نسعى إلى الجمع في كل القضايا التي نتناولها بين علماء النصوص وعلماء الواقع من المتخصصين في شتى المجالات التطبيقية، ونبدأ بالتركيز على قضايا البيئة وآليات تطبيق قواعد السلوك البيئي. يتخذ المركز من كلية الدراسات الإسلامية في قطر مقراً رئيسياً له. من هنا يهدف المركز للوصول إلى أكبر قطاع ممكن من المؤسسات والباحثين والمتخصصين والطلبة والجمهور العام من المهتمين بالدراسات والتوصيات التي يقدمها المركز. وألقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر كلمة بهذه المناسبة أعربت فيها عن سعادتها بإطلاق مشروع مركز التشريع الإسلامي والأخلاق ليعزز بنية كلية الدراسات الاسلامية ومن خلالها مؤسسة قطر التي أردناها منذ التأسيس وستظل، رافعة للتنمية البشرية للوطن، حاضنة مستنيرة لقيمنا الدينية، والأخلاقية، والاجتماعية، صرحا للفكر العلمي النقدي الحر، وأضافت سموها قائلة: كنت ومازلت مقتنعة، خاصة بسبب متغيرات العقد الأخير من هذه الألفية الثالثة، بالحاجة الماسة إلى إنشاء بنية بحثية مؤهلة وقادرة على استيعاب منظومة قيم الفكر الإسلامي الوسطي وتقديمها لنا كمسلمين وأيضا للآخر برؤية تجديدية ومقاربة منهجية كفيلتين بتبديد مظاهر سوء الفهم والمغالاة وما يترتب عنهما من بناء لصور نمطية وأحكام مسبقة منافية لمقتضيات الحوار الجدي والبناء. ونوهت صاحبة السمو بأنه في هذا اليوم اكتملت شروط نضج تلك البنية لتصبح حاجة أكثر الحاحا وضرورة ليس فحسب بسبب الطفرة المعرفية والمعلوماتية الهائلة التي علينا أن ننخرط فيها، وإنما اساسا بسبب التحولات الكبرى التي شهدتها منطقتنا العربية مؤخرا، والتي تبشر ببزوغ عهد جديد بمفاهيم ومنطلقات وأيضا بتحديات لم يكن لدى كثير من محللي التوقعات تصور امكانية حدوثها.. مشيرة سموها إلى أن تلك التحولات التي ساهمت في بلورتها والبناء على نتائجها قيم الاسلام جنبا إلى جنب القيم الوضعية الأخرى في تناغم، فرض على الكثيرين مراجعة مجموعة من الاحكام والمواقف بخصوص العدالة والحق والمساواة والكرامة باعتبارها قيما انسانية لا تختص بملة ولا أمة. وأكدت أنه أمام هذه التحولات أضحى من مسؤوليتنا الجماعية العمل على احياء علوم ديننا و"أنا هنا استعير مقاربة ابي حامد الغزالي للتقريب بين الملل والمذاهب لأجل إصلاح المجتمع، لكن مع وضع تلك المقاربة في السياق المعاصر المناسب. من هنا فإن رسالة هذا المركز يجب أن تكون ذات حمولة معرفية تقوم على أساس القيم والمبادئ الأصيلة وإمدادها بالادوات المنهجية لجعلها جزءا لا يتجزأ من الاستجابة لمتطلبات بناء إنسان يعي دوره في صناعة التغيير". وعبرت صاحبة السمو عن اعتقادها بأن هذه الغاية يجب أن تكون في صلب مسؤولية الفريق الاكاديمي الذي ستناط به المهمة التربوية لهذا المركز، ذلك الفريق الذي اتصوره منخرطا ضمن الاستراتيجية العامة للبحث العلمي للمؤسسة منفتحا على محيطها المباشر وعلى محيطنا المجتمعي المحلي ثم الفضاء العربي الاسلامي والإنساني، تجدر الإشارة إلى ان المركز يسعى للاسهام في تجديد الفكر الاسلامي في مجال الاخلاق ليقدم قراءة معاصرة تجعل من ثوابت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أرضية تنطلق منها، ومن مقاصد الشريعة الاسلامية نبراساً تهتدي به. ولا يهدف المركز لتطوير أطر نظرية لدراسة الاخلاق فحسب، وانما يسعى لتقديم حلول عملية قابلة للتطبيق