17 سبتمبر 2025

تسجيل

يا شين سعر البنزين

25 يناير 2011

رغم أن ثقافتي بسياسة أسعار البترول وما يمكن أن تفعله بدول العالم والدول العظمى، وكيف يمكنها أن ترفع بلداً وتطيح بآخر لا تتعدى ثقافتي بكيفية صنع صاروخ ورقي، ولكني أفهم كيف يمكن أن يؤثر ارتفاع دراهم قليلة في أسعار البترول في حياة شعب بأكمله كما كان قرار شركة قطر للوقود منذ يومين، حينما فاجأت الشارع القطري بارتفاع أسعار المحروقات، بالتزامن مع تنصيب الدكتور محمد صالح السادة وزيراً جديداً للطاقة والصناعة خلفاً لسعادة السيد عبدالله حمد العطية، رغم أن مثل هذه القرارات ـ في نظري ـ قد اتخذ شأنها منذ فترة طويلة وليست وليدة اللحظة، ولكن — وليت حرف الاستدراك هذا يفارقني يوماً ويعود في اليوم الثاني — أملك سؤالاً أرجو أن ألقى إجابته قريباً، وهو: هل كانت الدولة بحاجة لهذا الارتفاع الذي سيمثل لها في الحصيلة النهائية ملايين لا تعد ولا تحصى بينما هذه الملايين يمكن أن توفر للمواطن قوت يومه وعياله وبيته وستره في الدنيا؟!.. لماذا كانت شركة قطر للوقود بحاجة لهذه الزيادة في الوقت الذي نرى فيه قطر تمد يد العون بالمليارات لدول أخرى، ولا تعيل في هباتها هذه على مردودات ما يستهلكه المواطن القطري من البنزين والمحروقات عموماً؟!.. وكما قلت: فإن علمي بالأسباب والأسرار والحجج التي يمكن أن تساق جيوشاً لهذه الزيادة في سعر البترول ليس احترافياً بالطريقة المأمولة، ولكني أتحدث عن أن هذا الارتفاع الذي قد يستسهله الكثيرون ويرون منه شيئاً لا يذكر، واعتبرته بعض الأقلام الصحفية (مصلحة وطنية) تبعاً لفهمها لمسألة النسبة والتناسب في هذا الشأن، إلا إن هذا القرار كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فالمواطنون باتوا يشعرون بأن الغلاء يحيط بهم ويكاد يفتك بهم وبرواتبهم المحدودة، وسط عدم شعور من صنـّاع القرارات الذين لا تطالهم براثن هذا الغلاء ولا يحسون بأن هناك من البيوت القطرية من يمكن أن يستفيد من الدراهم التي تمت زيادتها في سعر البترول، بغض النظر إن كانت هذه الزيادة مصلحة وطنية، وأرجو ألا يسألني أحدكم كيف هي هذه المصلحة!!.. المواطنون يرون أن قطر قد زانت سمعتها في مد أيادي العون والمساعدة لكثير من الدول العربية والمنكوبة، وهي حمامة سلام خليجية عربية مسلمة بين بلدان "تحترئ" السلام ولا تجده إلا في أحضان قطر، ونحن نشعر بفخر عميق بحكومتنا، ووالدنا الغالي سمو أميرنا المفدى وولي عهده حفظهما الله لنا جميعاً، ولكن يراودنا الأمل حينما نجد الأغلبية من المواطنين يمضون لياليهم في احتساب ديونهم البنكية والفوائد المتبقية على أكتافهم المثقلة، والإرث الثقيل الذي يمكن أن يحمله الأبناء من هذه الديون وربما الأحفاد!!.. يراودنا الأمل الكبير وسط مشاهدتنا وسماعنا لأيادي قطر البيضاء في دول عربية أرجو أن تحفظ للدوحة جمائلها مستقبلاً، أن يرتفع مدخول المواطن القطري بالتناسب مع موجات الغلاء الفظيعة التي تنهش من الجيوب، مما يمثل خرقاً جسيماً للدعاية الخليجية والعربية التي تقول بأن دخل المواطن القطري يعد أكبر دخل بالخليج والمنظومة العربية ككل!!.. فكيف يتناسب هذا المدخول مع نسبة الاستهلاك المريعة للفرد شهرياً إن لم يكن اسبوعياً؟!!.. ومن تناقل أمس أن ارتفاع الوقود دراهم قليلة لا يمثل شيئاً على كاهل المواطن والمقيم، عليه أن يأخذ في حافظته (آلة حاسبة) ليحسب قيمة الداخل من هذه الدراهم ويحسب في المقابل قيمة الخارج منها من مصروف وجيوب المستهلكين للوقود، وهي مسألة حسابية مهولة لمن يجيد التحدث بلغة الأرقام ولا يمكن أن أجيدها في يوم من الأيام، لكني والحمد لله أخمن ما يمكن أن يؤثر الناتج الخطير منها على المواطن والمقيم على حد سواء!.. نحن نريد لبلادنا أن ترى في الداخل ما يجعلها تنطلق للخارج بقوة، وأن تقرأ في عيون شعبها الآمال التي تتجدد كلما لاحت التباشير بالمكارم التي عودتنا عليها حكومتنا الرشيدة في كل مرة ترى فيه شعبها يهتف بحب قطر وأميرها.. فقد كان لهذه الدراهم تأثير قوي، لمن قال: إنها مصلحة وطنية ولم تكن في صالح المواطن الذي يمثل قوام هذا الوطن، وإلا لا فائدة من الحديث عن المصالح إن لم يكن القطري مستفيداً منها!.. هذا رأيي ومن يعارضه فهذا رأيه!. فاصلة أخيرة: من ينتقد قطر فهو يحبها.. ومن يطبل على كل شيء فهو يعد طبالاً!.. وهناك فرق من أن تكون ناقداً محباً أو طبالاً لا تسمع سوى صوت الفراغ!.