12 سبتمبر 2025

تسجيل

اعمل الخير وارمه في البحر

24 ديسمبر 2012

قال لي: وأنا أهم بالانصراف الى البيت في نهاية الدوام رأيت عائلة تسير راجلة. كان الزوج يتقدم بخطوات، الزوجة وابنتيهما.. فتذكرت قوله عليه الصلاة والسلام "من كان له فضل ظهر فليعد به من لا ظهر له" فوقفت بحذاء الرجل واستوضحته عن وجهتهم في هذا الوقت، فكما بدا لى هيئتهم كانت غريبة وهم يسيرون في الشارع الفرعي.. ويقيني بأنهم لن يجدوا سيارة أجرة في هذا الوقت حتى بعد بلوغهم الشارع الرئيسي الذي كان على بعد أمتار... فلم يمانع من ركوب السيارة مع أول اشارة ترحيب مني بذلك.. الرجل كان أوروبيا وأما زوجته الشابة فكانت تضع الحجاب وواضح من لباسها الاحتشام والوقار.. علمت فورا بعد ركوبها انها عربية من شمال افريقيا وزوجها من الضفة المقابلة، وحدها كانت تحسن العربية وأما الزوج والابنتان فلا. كانوا ينوون الوصول إلى مجمع تجاري يقع في مسيري تقريبا.. لم يكن إيصالهم ليشكل عبئا علي بتاتا.. شعرت في داخلي بفرح حقيقي وسرور لا حدود له لما أقدمت عليه بمبادرتي تجاههم.. اذا بالزوجة تفصح لي عن قرب قدومهم إلى الدوحة منذ حوالي الأسبوعين وأنهم كانوا عائدين من المدرسة بعد إنهاء تسجيل ابنائهما فيها.. وأضاف صاحبي: هنا زدت مسرة فالصور الايجابية التي تنطبع في ذهن المغترب في الايام الاولى من وصوله الى مهجره تتمتع بأهمية كبيرة. وقال لي: بصراحة ليس من عادتي الوقوف في مثل هذه الحالات وغالبا ما أتناسى الحديث الشريف ليس زهدا في الأجر قدر ما أعذر نفسي بالانشغال والتزامات العمل وغيرها ولكن لعل ما استوقفني منظر الرجل الأوروبي وهيئة زوجته المتحجبة! قلت له: هل أفهم من كلامك لو لم تكن الزوجة متحجبة لم يكن ليستوقفك المشهد؟ قال: ممكن وبجدارة.. قلت: الموقف والحاجة هي ذاتها فلماذا هذا التفريق والازدواجية؟ قال: انه احساس داخلي يدركه من كان في "محلي" ليس بالضرورة أن أفصح عنه!! قلت له: أنت حر أخي في احساسك ومبادرتك وأسأل الله أن يكتب أجرك... قال لي في الختام هامسا: تمنيت لو أخبرتها الدافع الذي حملني على معروفي تجاههم.. قلت: ما عليك يا رجل اعمل الخير وارمه في البحر.. فما رأيك أنت قارئي الكريم؟؟