17 سبتمبر 2025
تسجيلعبدالرحمن بن عمير النعيمي.. هذا الاسم الذي كلما خفت وميضه عاد أكثر وهجاً ومن أبواب بريطانيا وأميركا وليس من باب قطر، التي نثق في قضائها الشامخ أن ينصف هذا الرجل بما يستحقه.. فاخيراً قامت لندن بالإعلان عن اعتبار السيد عبدالرحمن بن عمير النعيمي شخصاً ممولاً للإرهاب في العراق وسوريا عبر تحويلات مالية ضخمة لأفراد القاعدة في البلدين، وزج اسمه ضمن القائمة السوداء لإرهابيي العالم، بل وتجميد أي ممتلكات له في بريطانيا ومراقبة تحويلاته المالية إليها. وانا هنا لست للدفاع عن ابن عمير لأنني لا أعرفه شخصياً ولم ألتق به، لكن حديثي عن محاولة بريطانيا إقحام نفسها في اتهام ما تريده من المواطنين القطريين بأسهل تهمة حالية يمكن أن يُتهم بها أي شخص في هذه الدنيا وهي (الإرهاب)، وتلفيق أدلة تدعم اتهامها، هذا ما يمكن تقديمه بكل يسر الآن ونحن في قطر، وبعد أن تسلم السيد النائب العام في قطر قضية النعيمي فإننا واثقون أن كل الادعاءات التي نفاها السيد عبدالرحمن ستثبت أو تُفنّد من قبل المسئولين هنا، ولسنا بحاجة لمن يثبت أو يدعي على أي مواطن قطري من بريطانيا او غيرها ما يمكن أن نعتبره تدخلاً مباشراً في شأن قطري يقوم قضاؤه بما يجب أن يقوم به.ولا يجب أن ننسى في السياق ذاته أن العرب عموماً باتوا مستهدفين من هذه الدول وغيرها بتهم الإرهاب أو تمويله، ويتعرض كثير من الطلاب الخليجيين والعرب في دول أوروبا وأميركا لمثل هذا الحصار والمراقبة، وربما اتُهموا بما لم يقترفوه كما هو الحال مع بعض الطلاب السعوديين وما نسمع عنهم في أميركا الآن.. فهل كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الأليمة التي مرت على أميركا، جواز مرور لأجهزة الأمن الغربية لوضع كل مسافر خليجي وعربي تحت مجاهرهم الأمنية؟! ولعل عبدالرحمن بن عمير هو الشخص الذي تراوحت عليه التهم مابين الإثبات والنفي، وهذا الأمر منذ سنين وليس وليد اللحظة.. وهناك من يمكنه أن يقضي بالأمر واضحاً أكثر مني، لكنني أتكلم عن النظرة الشمولية التي أصبحت مظلة تضم كل متهم وبريء تحتها.. أتحدث عن معايير الإرهاب الذي يجب أن نجتنبها لكي لا يتهمنا أحد بها، ولا يجب أن نقترب منها لكي لا نجد أنفسنا يوماً نتعرض لوشاية من كاره أو تهمة من حاقد!. ماهو الإرهاب إن كانت كل مناصرة لأي جبهة أو معارضة ضد أنظمة تتفق معها أميركا وأوروبا تعد إرهاباً، وبالتالي تستحق العقوبة والتشهير كما يحدث الآن في سوريا والعراق وما يلقاه الشعبان هناك من تصفية عرقية وجسدية على أيدي الروافض والعلويين هناك؟!. وهل أصبحت كل جهة ننصرها هي تنظيم القاعدة المصنف أولاً عالمياً أم أن كل جهة باتت استنساخاً منه للأسف؟!.. ولكن ما نحمد الله عليه أن بلادنا خالية من تلك المعتقلات التي أصبحت بعض الدول الخليجية مشهورة بها، وليس لدينا أزمة معتقلين سياسيين وأصحاب رأي بخلاف ما يُشهّر به بعض (الشبيحة) عن بعض الشخصيات التي لم تكن تهمها بطبيعة الحال تمس رأياً، ولكنها قضايا أكبر من أن نتقبلها حرية شخصية، وهي في نظرنا إرهاباً مجتمعياً يمكن بعدها أن يفتح الباب لمن تسول له نفسه بارتكابها وما عدا ذلك فقطر دولة ظلت وستظل تكافح الفساد وتنصر الشعوب ولا يمكن أن تقبل أن تمول منظمات إرهابية دولياً، أو أن يقوم أفرادها بما يناقض هذه السياسة التي نفخر بحكومتنا الفتية أن تكون القدوة فيها والمعلمة، لذا على بريطانيا وأبواق الإعلام الإنجليزية أن تكف عن قرع طبولها المزعجة علينا بعد أن فشلت في تقويض الاتفاق الجماعي في سحب ملف 2022 من قطر، وحاولت أن تشوه الصورة التي فازت بها الدوحة بالاستضافة العالمية لكرة القدم، ولا يجب أن تدخل علينا من باب اتهامات بالإرهاب أو تمويله، ما لم تقدم كل ما لديها لحكومتنا وترفع يدها بعد ذلك عن كل ما يخص قطر وما لقطر أسلوبها فيه.عُلم؟! فاصلة أخيرة:كثرة الذئاب لا تعني موت الفريسة.. فقد يعني ذلك خوف الذئاب من شجاعة الفريسة!