12 سبتمبر 2025

تسجيل

العودة لدوحة العرب

24 نوفمبر 2014

وضع اتفاق الرياض التكميلي حدا للمزايدات على العلاقات الأصيلة التي تربط دولة قطر بأشقائها الخليجيين، فما حدث كان بمثابة سحابة صيف وذهبت إلى حال سبيلها، لتستعيد سماء الخليجيين صفاءها ونقاءها، وتمضي المسيرة التي ترتكز على قواسم مشتركة عديدة أكبر من أن تهتز لمواقف عابرة أو اختلافات في وجهات النظر السياسية، وهو الأمر الذي استغله بعض المنافقين للدخول في مسام التاريخ الاجتماعي والسياسي للخليجيين من أجل تحقيق مكاسب ذاتية على حساب الشعوب.عودة سفراء المملكة العربية والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الى دوحة العرب ترجمة حقيقية لإرادة يقظة وقيادة حكيمة لم تكن لتسمح للخلافات الطبيعية أن تنمو وتتطور بشكل سلبي يشوش على الحقيقة الأزلية لارتباط دول الخليج ولحمتهم الوطنية التي لم تتعرض لأي هزات طوال أكثر من ثلاثين عاما تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، وعبور هذه المرحلة الحرجة يؤكد اكتساب دول الخليج مناعة قوية ضد الاختلاف والخلاف الذي ينتهي الى افتراق.كثير من مواطني دول مجلس التعاون أعربوا عن سعادتهم بعودة الصفاء والوئام، وبرز ذلك من خلال تفاعلهم الواسع على مواقع الشبكات الاجتماعية، وذلك في تقديري ترجمة حقيقية لرأي عام يسعده ويفرحه أن يبقى الأخوة الخليجيين بعيدين عن مظاهر التوتر، بل إن بعضهم اعتذر عما بدر منهم من أوصاف غير لائقة وتجريح خلال فترة الأزمة، وذلك لعمري هو أصالة وحقيقة المواقف والارتباط القوي بين الخليجيين الذي استجاب له القادة وانتهوا إليه اتفاقا يلبي أشواق هؤلاء المواطنين.الأمر الذي نتوقف عنده هو أولئك الكتاب الذين تعاملوا مع الجمود الأخير بانتفاعية ونفاق لا هدف له إلا إبراز مواقف رخيصة، وكأن القضية عبارة عن حرب لا بد أن يكسبها طرف يفترضون أنهم معه، فيما القضية كما أشرت سحابة صيف عابرة لم يسعفهم ذكاءهم لاستيعابها، وها هو الأمر انتهى إلى غير ما كانوا يرجون ويأملون، وهم يكتبون المقالات التي تنضح نفاقا وتجريحا، ولذلك صمتوا ولم يعتذروا لأنهم لا يمتلكون شجاعة أولئك المواطنين الخليجيين الذين فرحوا واعتذروا بعد الاتفاق وهم لا يرجون شكرا أو ينتظرون مكرمة، وإنما ذلك من قبيل أمنياتهم وطموحاتهم في أن يتفق أبناء الخليج دائما، وحين حدث ذلك اطمأنوا وحمدوا الله على هذه النعمة، ولا عزاء بعد هذا لمنافق أو انتهازي يقتات من موائد النفاق.