29 أكتوبر 2025

تسجيل

العبادي على خطى الإرهابي نوري المالكي ؟

24 نوفمبر 2014

كل من راهن على اختلاف منهج حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية عن سلفه الطالح نوري المالكي قد وقع في خطأ مميت ومهلك، إما نتيجة لحسن النوايا أو لأسباب أخرى؟ ولكن الحقيقة العارية تقول وتفضح وتؤكد حقائقا عن الطبيعة المخاتلة والإرهابية للخلف والسلف باعتبارهم أبناء مدرسة صفوية إرهابية واحدة هي مدرسة حزب الدعوة العميل والتيارات الإيرانية المرتبطة بها، فمطالبة حيدر العبادي بتسليم نائب رئيس الجمهورية الأسبق الأستاذ طارق الهاشمي لبغداد من الحكومة التركية هي بمثابة حركة إرهابية واضحة ضمن مسلسل الردة الإرهابية الذي ينوي كل من حكومات العراق وإيران وشبيحة الشام تنفيذه حاليا!، فتوزيع تهم الإرهاب على الآخرين هي مهنة أهل الإرهاب في حزب الدعوة وشركاه والذين وردت أسماؤهم ضمن القائمة الإماراتية الشهيرة والتي تزينت بأسمائهم العريقة في الإرهاب، كما أن مطالبة العبادي تحت إغراءات المنح البترولية من تركيا بتسلم السيد الهاشمي تعتبر إهانة حقيقية لحكومة أردوغان التي هي ليست مأوى للإرهابيين! وهي كذلك اتهام صريح لدولة قطر بطريقة خبيثة وهو اتهام قطعي يطال كل دول منظومة مجلس التعاون الخليجي المتضررة من الإرهاب والرافضة له والعاملة على إزالة خطرة، وتوجه الإعلام الطائفي في العراق لمهاجمة دول الخليج العربي يؤكد بأن الحكومة العراقية مجرد هيكل فارغ كما أن دبلوماسيتها المعلنة تختلف بالكامل عن سياستها المنهجية بصورتها الحقيقية وهو أمر نعرفه جليا لكون من يقود عجلة الدولة ويفرضون منهجها الآيديولوجي هم أهل الفكر الطائفي الباطني المعروف والمكشوف لنا بالكامل بعد أن عايشناه وخبرناه من الداخل منذ عقود طويلة، الحقائق باتت جلية وواضحة وتؤكد بأن ابتسامات حيدر العبادي الصفراء هي نفسها تكشيرة نوري المالكي الطائفية ولكن وفق أسلوب تعبيري مختلف ظاهريا ومتوافق باطنيا، من يريد نزع فتيل الفتنة في العراق عليه أولا الاعتراف بالخطأ وتعويض الضحايا ومن ثَمَّ إصلاح الأخطاء الكارثية التي تسببت بها السياسات الطائفية الهوجاء لمستبد أهوج لم ينل جزائه ولا حسابه الذي يستحق قانونيا بعد أن نجح وبتميز في وضع العراق على (سكة الندامة) وطريق التقسيم والتشظي، فهاهو السيد علي السيستاني يدعو علنا قوات الحشد الحكومي العراقي بعدم التعدي على أملاك وأرواح المواطنين! وبما يعني أن جرائم حكومة العبادي باتت مستنكرة من المرجعية الدينية العليا في البلاد! وفي ذلك تأكيد على حجم الشطط والتطرف في ممارسة السلطة وإدانة واضحة لأسلوبها في معالجة الأزمات التي تسببت بها، مطالبة العبادي للأتراك بتسلم الأستاذ طارق الهاشمي هو تعبير فج عن عدوانية وحقد السلطة واستمرارها في منهجها الإقصائي الحاقد، فالسيد الهاشمي بات اليوم رمزا للعدالة المفقودة في العراق والعالم كله يعترف ببراءته من التهم التلفيقية الموجهة إليه، كما أن الضمير العالمي يستنكر حجم الإرهاب الأسود الممارس سلطويا ضد المعتقلين الأبرياء من منتسبي مكتبه والعاملين معه الذين تسلط على رؤوسهم اليوم تهديدات الحكم بالإعدام رغم براءتهم وتهاوي الأدلة الملفقة والمفبركة ضدهم، في العراق اليوم معركة حقيقية بين البربرية والهمجية التي تمثلها السلطة بكل أركانها وعناصر حشدها المهزومة، وبين الحضارة والتقدم والدعوة للخير والسلام التي تحملها رايات ومعاناة أهل السنة الأحرار وهم يواجهون هجمة عدوانية تستند لخرافات التاريخ وأساطيره في محاولات بائسة لحرف الحقائق، دبلوماسية العبادي فاشلة كما ونوعا لكون المرضى النفسيين والفاشلين التاريخيين لا يمكنهم بناء دولة محترمة، بل إنهم مجرد دمعة مسفوحة في تاريخ عراقي طويل عامر بالمصائب والنكسات، لن تطول انتكاسة الحرية في العراق وسيحقق الأحرار وعد الله الذي يدافع عن الذين آمنوا ويسحق الجبارين والكذابين ومحرفي الكلم عن موضعه من أهل التزوير والتلفيق والفبركة، حيدر العبادي برغم النوايا الطيبة التي أطلقها بعض العراقيين ومنهم الأستاذ طارق الهاشمي نفسه تجاههم قد أظهر وجهه الطائفي الحقيقي بعد أن ذاب الماكياج المؤقت الذي وضعه على محياه تدليسا ونفاقا، الطائفيون يظلون عالة على أنفسهم وعار على مجتمعاتهم والتاريخ وكارثة على أوطانهم، والأحرار سيواصلون الكفاح حتى ينصرهم الله والذين آمنوا ويخزي وجوه القوم الظالمين.