16 سبتمبر 2025
تسجيلبحكم عملي في مؤسسة تعليمية مع الصغار لسنوات طويلة أدرك جيدا أن مستوى الذكاء عند الأطفال هذه الأيام أكبر مما نتخيل أو نتصور، وهذا أمر لابد أن نعيه ونحن نربيهم حتى لا نظن أن أي أمر نقوله سيأخذونه على محمل الجد، إن لم يكن منطقيا. وأتذكر اننا في الصغر كنا نخاف من حكايات العفاريت وأم حمار التي تخرج على السيف تقتل البحارة والغاصة، ولا أظن تلك الحكايات تجدي نفعا مع أطفال الانترنت والكمبيوتر في عصر الفضاء والذرة والتكنولوجيا التى تفوق أي تصور ولهذا لم أندهش من الخبر الذي تعجبت منه والذي ذكرته لنا صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية، من رد فعل الطفل الأمريكي "بريفين هنتر" البالغ من العمر 6 أعوام فقط، حين سمع الإنذار الذي يسبق وجود إعصار فقام بوضع لعبة الفيديو الخاصة به أرضا وأسرع بالتوجه إلى "البدروم". وقالت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني، إن الأمر الأكثر غرابة هو قيام الطفل بإقناع أفراد عائلته أن ما يفعله هو الشيء السليم الذي سوف ينقذهم جميعا، مشيرة ايضا إلى أنه أكد عليهم أنه ينفذ تعليمات المُدرسة التي أبلغتهم بأن ينزلوا إلى الدور الأسفل عندما يسمعون صفارات الإنذار. ولكن حينما نظرت أمه خارج النوافذ ووجدت ان الجو هادئ لم تصغ إليه بل وتابعت عملها ولكن لحسن الحظ فقد ظل يتوسل إليهم حتى استمعت إليه في نهاية المطاف، وبالفعل ما كادوا ينزلون إلى الأسفل حتى ضرب الإعصار منزلهم. وبعد أن انتهى وقت الإعصار الذي استمر 10 دقائق أشادت الأم "ليزا هنتر" بابنها الذي أنقذ حياة العائلة. او حكاية الطفل الذي يحب الأيسكريم لقد دخل طفل صغير لمحل الحلاقة، وكعادته يذهب الى حلاق القرية فيهمس الحلاق للزبون الجالس أمامه للحلاقه، هذا أغبى طفل في العالم... فقال الحلاق: انتظر وأنا اثبت لك ذلك، ثم يضع الحلاق درهما بيد و25 فلسا باليد الاخرى ويعرض على الولد المبلغين فيأخذ الولد الـ 25 فلسا ويمشي فقال الحلاق: ألم أقل لك هذا الولد لا يتعلم أبدا...وفي كل مرة يكرر نفس الأمر وذات مرة عندما خرج الزبون من المحل ليلحق بالولد فرآه خارجا من محل الأيسكريم فدفعته الحيرة والفضول أن يسأل الولد لماذا تأخذ الـ 25 فلسا كل مرة ولا تأخذ الدرهم؟؟؟ فقال الولد: لأنه في اليوم الذي آخذ فيه الدرهم سوف تنتهي اللعبة ويدرك الحلاق أنني افهم..!! فتعجب الزبون من ذكاء الطفل لذا مما سبق أقول اننا نعتقد أو هناك البعض منا يظن أن الصغار أقل ذكاء مما هم عليه في الواقع وهذا خطأ يقع فيه الكثيرون منهم وأخيرا: ان ثورة المعرفة وسيل المعلومات المنهمر علينا، وقواعد البيانات بالمليارات التي تتاح لأي طفل صغير أمام شبكة الإنترنت والتي نمت من مستوى الذكاء عند الاطفال، فلابد أن نواكب ايضا صغارنا، وإلا سوف يأتي يوم سيشفق فيه صغارنا علينا، ويضحكون علينا وعلى مستوى ذكائنا الذي تراجع عن السرعة والايقاع الذي يفكرون به، وكما يقولون يجعل سره في أضعف خلقه، لذا لابد أن نواكب هذا التطور ونجد ونجتهد لكي لاندعهم يشعرون بأننا أقل منهم علماً ومعرفة وسلامتكم.