19 سبتمبر 2025
تسجيلويستمر الحديث عن سفينة التواصل في حياتنا، فعندما بحرت في عالم البحار للبحث عن الهيرات توجه السير عبر ربان سفينة السردال لمواقع الهيرات، وبدأ بإعلانه للرحلة ووقوفه عند موقع الهيرات وقبيل الغروب يقوم بإطلاق المدفعية لإنهاء الرحلة والعودة وتكون محملة بالكثير من المحارات والتي بعضها داخلها اللؤلؤة وهذا إن دل فانما يدل على فطنة ربان السفينة باختياره الوقت المناسب والمكان الصحيح في مساره، وهنا جاءت فكرة البحث عن اختلاف مستويات التواصل في مواقع الإنسان بالحياة. أولاً- بالهيكل الاجتماعي والوظيفي :- فالتواصل يبدأ من الأسرة بان يسود بين أفرادها المودة والمحبة والألفة من تبادل الاحترام والتقدير والعطف والحنان من أجل كينونة أسريه ثابتة وقوية يرجع كل الأفراد إلى بعضه البعض في حل المشاكل وإدارة أمور الحياة ثم يتدرج إلى الأهل والأقارب حيث نرتبط بروابط قوية نابعة من النسب والمصاهرة ثم زملاء العمل والأصدقاء الذين لهم ذكريات وعشرة تفاعلنا معهم في المدارس والعمل؛ فكنا دائما مع بعضنا البعض في تواصل فعال وكلنا يساند الآخر بمحبة وإخلاص ولا ننسى أخوة الدين وهي أقوى التواصل بالروابط الدينية التي تجمعنا بهم الأخوة في عقيدتنا الإسلامية فصلاتنا في المسجد جماعة وفي أوقات معينة نتفقد بها إخوتنا المصلين عندما يتغيب شخص عن الصلاة بالسؤال عنه، بالإضافة إلى مشاركتهم أفراحهم بالأعياد وحفلات الزواج وأحزانهم عند إصابتهم بالمصائب وتقديم العزاء كواجب ديني أخوي كذلك السؤال عن الجار وتفقد أحواله لقول الرسول صلى الله عليوسلم (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه). ثانياً- بالبيئة المحيطة :- الإنسان بطبيعته يتواصل ويتأثر بالبيئة المحيطة فيه وذلك من خلال الحواس الخمس لكي يتحكم بالعيش في الحياة بأحسن حال وأعطي مثالا على الحديقة المنزلية :- 1- حاسة النظر أو الرؤيا (بالعين) :- الإنسان يرى الكون ومافيه فبالنظر ينجذب ويحب كل ما هو جميل وجذاب ويستأنس بمنظره على سبيل المثال الذي اخترته من يملك حديقة منزل جميلة وجذابة فانه يقوم بالعناية والاهتمام بها من خلال تواصله برويها بالماء صباحا ومساء والاعتناء بنباتاتها وأعشابها بتقليمها وإمدادها بالأسمدة المغذية والنافعة والمساعدة على تكاثرها بالقيام بعملية التلقيح للنباتات المختلفة فتزدهر وتنمو النباتات والورود لحب مالك الحديقة لها . 2- حاسة الشم (الأنف) :- حاسة الشم يستخدمها الإنسان ويفرح عند شم الروائح الزكية تخرج من أزهار وورود حديقته فيتواصل بان يقطع صباحا من الحديقة الورود ويضعها بمزهرية بداخل منزله في تنسيق ويجعلها منبع سرور في أجواء المنزل فتنشر الروائح العطرة بأركان المنزل . 3- حاسة السمع (الأذن) :- ينصت ويسمع الإنسان أصوات العصافير والطيور تغرد في حديقته كل صباح فيتواصل معها ويضع لها الحبوب لتأكل وتتغذى ويأخذ لها صورة تذكارية بالإضافة أنها تصنع أعشاشها في حديقته ويتابع وضعها للبيض ونمو صغارها فيفرح بهم ويسعد بانطلاق الصغار للطيران . 4- حاسة اللمس :- عندما يتجول في الحديقة ويحاول أن يلمس أوراق النباتات والحشائش والأزهار وحين يقطف الثمار ويلمس الفاكهة بفرح لأنه أشجاره أصبحت مثمرة ومنتجة فنراه يهتم بأشجاره ويعتني بها حتى تنتج أجود الثمار وبكثرة. 5- حاسة التذوق (اللسان) :- وحين يلتقط الحصاد من زرعه الذي زرعه بحديقته ويقوم بعملية التواصل بطبخ الخضار وأكل الفاكهة فيشعر انه أنجز هدفه في عمله بالحديقة وكسب المحصول من غذاء مذاقه طيب ونافع . 6- يصل إلى أخر تواصل وهو الحسي لحديقة منزله فيحبها ويتعلق بها فيكتب عنها القصص والشعر والأمثال ويضع في أحد أركانها الخيمة وبعض الحيوانات الأليفة لتشاركه العيش والأنس بها. الخلاصة : - قبل كل شيء الإنسان يتواصل مع ربه عز وجل دائما في حياته من خلال عبادته بالصلاة وقراءة القرآن الكريم والدعاء وعمل الخير وبعد ذلك الآخرين من الأهل والأصدقاء والزملاء ويليه الكون حوله من كائنات حية على أساس حبه واندماجه لكي يعيش حياة سعيدة قد كسب فيها رضا الله عز وجل .