16 سبتمبر 2025

تسجيل

تحقيق الأمن الغذائي للدول ذات الأراضي الجافة

24 أكتوبر 2017

أبدأ المقال بمقولة عظيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر أمام الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 24 سبتمبر /2013م فقال: "لقد قطعت دولة قطر شوطاً في مبادرة التحالف العالمي للأراضي الجافة التي أطلقتها بهدف تأسيس منظمة دولية لمواجهة النتائج المترتبة على انعدام الأمن الغذائي والآثار البيئية والاقتصادية السلبية للتغير المناخي". ومن هذا المنطلق دعا صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- حفظه الله ورعاه- إلى الحاجة لمبادرة موحدة ضمن عمل تشاركي ومتكامل لتحسين الأمن الغذائي للبلدان ذات الأراضي الجافة ومن خلال إنشاء التحالف العالمي للأراضي الجافه ليلبي الاحتياجات، فأبرز التحديات التي تهدد الامن الغذائي هو "التصحر" لأنه يؤثر تأثيرا مفجعا على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي الى خسارة تصل الى 40 مليار دولار سنويا في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها. وقد شاركت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي للتحالف العالمي للأراضي الجافة الذي عقد في الدوحة بفندق الشيراتون بتاريخ 15/10/2017م وفي آخر الجلسة تم توقيع الأعضاء رؤساء المنظمات من الدول الأتية: — الجزائر وبنين وبوركينا فاسو وغينيا وبيساو والعراق والاردن والكويت ومالي والمكسيك والمغرب والنيجر وعمان وقطر والسنغال وتونس على اتفاقية معاهدة انشاء التحالف العالمي للأراضي الجافة وهي منظمة دولية تهدف الى ضمان الامن الغذائي في الاراضي الجافة وهذا منبثق من شريعتنا الإسلامية التي تكافح التصحر بكل انواعه في قول الرسول عليه الصلاة والسلام "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كانت له به صدقة" وقوله عليه الصلاة والسلام "من أحيا أرضاً ميتة فهي له" فالشريعة الإسلامية تدفعنا نحن المسلمين الى الامام بالتطلع لمستقبل افضل لمعيشة الافراد والحياة الكريمة، فالهدف من التحالف العالمي للأراضي الجافة تحدث عنه السيد بدر بن عمر الدفع المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة هو انشاء منظمة دولية لمكافحة انعدام الامن الغذائي ووضع الحلول لمشاكل الامن الغذائي الشائعة وتبادل المساعدة في أوقات الشدة وإشارة الامم المتحدة في تقييم النظام البيئي للألفية الى أن 50 دولة حول العالم تعتبر دولا ذات أراض جافة، كما ان أكثر من 100 دولة هي إما ذات أراض شبه جافة أو أراض قاحلة وتعكس الاراضي الجافة رؤية مثيرة للقلق وفي غاية الاهمية خصوصاً وأن هذه الاراضي تجسد التوقعات المستقبلية للكرة الأرضية التي تشهد ارتفاعا في الاحتباس الحراري يرافقه تزايد في النمو السكاني مما يؤدي الى الازمات الغذائية وهو أبرز تحد يواجه مناطق الاراضي الجافة، لذلك فان تضافر الجهود الإقليمية هو شرط اساسي لضمان الامن الغذائي في الاراضي الجافة، حيث يسكن الاراضي الجافة ثلاثة مليارات نسمة يعيش 90 % منهم في الدول النامية.. وتعاني هذه الاراضي من ضغوط هائلة فيما يتعلق بمواردها الطبيعية مثل المياه والتربة والتنوع الحيوي، كما يعاني سكانها بصورة كبيرة من عواقب بيئية وخيمة نتيجة التغير المناخي وعندما نتسآل لماذا التحالف العالمي للأراضي الجافة؟ فان الجواب قد اعربت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2010م في قمة مراجعة اهداف الألفية الإنمائية عن قلقها حول عدم إحراز أي تقدم في تقليص رقعة الفقر والجوع في المناطق ذات الاراضي الجافة، فمن خلال التعاون مع عدد من الدول والمنظمات الملتزمة بتوفير الامن الغذائي لسكان الاراضي الجافة سيعمل التحالف العالمي للأراضي الجافة على سد الفجوة بين المجالات البحثية والاستراتيجية والسياسية لمساندة الدول ذات الاراضي الجافة في تعزيز أمنها الغذائي وذلك حرصاً على رفاه السكان والقضاء على الفقر والجوع. أخيرا: — التحالف العالمي للأراضي الجافة سيعمل أولا على تحسين سياسات وخطط الامن الغذائي الخاصة بالأعضاء.. ثانيا: تبنى اجراءات مشتركة لإصلاح نقاط الخلل التي تكتنف الامن الغذائي في الدول الاعضاء.. ثالثا: الاشتراك في الابتكارات التكنولوجية والبحثية الجديدة المرتبطة باحتياجات الدول الاعضاء في التحالف في مجال استخدام الطاقة والمياه والزراعة.. رابعا: تبادل فوائد الابتكار التكنولوجي والبحثي الجديد مع الدول ذات الاراضي الجافة الاقل نمواً سعياً الى تقليل الجوع والفقر.. خامسا: تيسير المشاركة التعاونية لأعضائه في الجهود الدولية والمتعددة الاطراف المتعلقة بالأمن الغذائي.. سادسا: وضع الآليات الهادفة الى تمويل الاستثمارات في مجال الامن الغذائي.. سابعا: التنسيق مع القطاع الخاص لتطبيق ونشر الحلول المبتكرة المتعلقة بالأمن الغذائي أخصائي بيولوجي أول [email protected]