19 سبتمبر 2025

تسجيل

مصر من الرز الخليجي إلى الفستق الإيراني

24 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يتساءل كثيرون عن سبب ذلك التخبط في المواقف، الذي تعيشه القيادة المصرية الحالية، والذي يجعلها أحيانا تقف مع قرارين متناقضين، كما جرى في تصويتها على مشروعي قرار يتعلقان بسوريا في مجلس الأمن، أحدهما تقدمت به فرنسا وتؤيده دول الخليج ومعظم الدول العربية والأوروبية - واستخدمت روسيا حق النقض لإسقاطه - والآخر تقدمت به روسيا يقترح حلا لوقف القتال في حلب ولكن وفق الرؤية الروسية المتوافقة مع مصلحة النظام السوري. علل البعض هذا التناقض بأنه محاولة من النظام المصري الحالي للبحث عن مشروعية يفتقدها أمام العالم الحر.بينما يرى آخرون بأنها محاولة للاستجداء من أجل معالجة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مصر بعد الانقلاب العسكري، والتي تُنذر بقرب انطلاق "ثورة الجياع".دول الخليج لم تقصّر في دعم الأشقاء في مصر، سواء في عهد الرئيس المخلوع "حسني" أو الرئيس المنتخب "مرسي" وحتى في عهد الانقلابي "السيسي".لكنها بدأت بمراجعة حساباتها، بعد رؤيتها لأموال المساعدات وهي تتجه إلى جيوب العسكر، ويحرم منها عموم الشعب.ولعل هذا الأمر هو الذي دفع النظام الحالي في مصر إلى البحث عن ممول آخر لأطماعه ليتحالف معه، حتى ولو كان خصما للدول التي دعمته سابقا "دول الخليج".هناك تحول واضح في السياسة المصرية، وهي الارتماء في الحضن الإيراني، وهجر الصديق الخليجي.لتستبدل الرز الخليجي بالفستق الإيراني، وقد تمثل ذلك الارتماء بالعديد من المواقف ومنها: تصويتها - كما ذكرت سابقا - مع المشروع الروسي المتوافق مع الرؤية الإيرانية، والمتعارض مع الرؤية العربية.تمنّع مصر من المشاركة أو الدعم للتحالف العربي ضد التمرد الحوثي - الحليف لإيران - في اليمن.حرص إيران على ضرورة مشاركة مصر في مؤتمر لوزان والمتعلق بالقضية السورية، وجاء بعد تصويت مصر مع مشروع القرار الروسي.مشاركة مصر في مؤتمر الشيشان حول تحديد من هم أهل السنة والجماعة، والذي أخرج عقيدة أمراء السعودية ومعظم شعبها من دائرة أهل السنة والجماعة، وقد كان المؤتمر برعاية روسيا!! مما يؤسف له أن نجد بعض التبريرات غير المنطقية والتي يروجها بعض مؤيدي النظام المصري الحالي، ومنها القول إن التحالف أو التقارب المصري الإيراني هو من أجل محاربة الفكر الداعشي!! والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل دول الخليج تدعم داعش، حتى تبتعد عنها مصر، إن صدقت في دعواها؟ثم إن الواقع يُكذب هذا التبرير، إذ أن مصر تدعم حفتر الذي يقاتل الحكومة الشرعية والثوار المعتدلين في ليبيا، والذين هم بدورهم يقومون بمحاربة الفكر الداعشي في ليبيا!! ثم أليست إيران هي من تقاتل الجيش الحر والذي هو بدوره يقوم بتطهير المدن السورية من الفكر الداعشي؟ما يقوم به النظام المصري اليوم من نكران جميل دول الخليج عليه، يذكّرني بقول المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا على دول الخليج أن تقوّي علاقتها مع حليف يُعتمد عليه، ويغلب الظن على حفظه للودّ، وردّه للجميل بمثله، ولن تجد دول الخليج لهذه التحالف أفضل من الجمهورية التركية، بزعامة رئيسها "أردوغان" والذي أدخل القوات التركية إلى عمق الأراضي السورية والعراقية حماية للمكوّن السّني هناك.