16 سبتمبر 2025

تسجيل

ما يجيبها إلا رجالها

24 أكتوبر 2014

منتخب يشرح الصدر... فريق ينشد فيه الظهر... لاعبون يبشرون بالخير... هذا الفريق اللي نتشرف فيه... هذه الكلمات كانت حديث الشارع الرياضي الذي عاش فرحة عارمة وكبيرة... منتخبنا في بطولة آسيا للشباب أرغم الجماهيرعلى متابعته والبقاء أمام شاشات التلفزيون للاستمتاع بأدائه والفخر بأن هؤلاء الصغار في أعمارهم والكبار بغيرتهم على سمعة بلدهم وروحهم القتالية وأدئهم في الملعب، يمثلونهم ويدافعون عن اسم قطر الحبيبة الغالية ... أقولها بصراحة ومنذ زمن بعيد لم أرَ هذا الإعجاب والالتفاف والتباهي بمنتخب مثلما شاهدته في هذه البطولة، وبالتحديد بعد تأهلنا لمونديال 2015 في نيوزلندا وفي كل يوم يتزايد الفخر والإعجاب بهؤلاء الشباب الذين حملوا الأمانة في هذا العمر الصغير ليشرفوا وطنهم أمام أقوى المنتخبات الآسيوية، ومنها من سبق لهم الفوز بهذه البطولة مرات عديدة ...نعم أصبح لدينا منتخب قادر على صنع الابتسامة والفرحة ... منتخب لا نخشى من سيقابل أو سيواجه ... فريق أصبحت فرق القارة تهابه.. لا يهابها ... منتخب له كاريزما البطل ...منتخب اتفق الجميع على أنه خير من يمثل العرب في مونديال 2015 في نيوزلندا، وخاصة أنه سيكون الفريق العربي الوحيد في هذا المحفل العالمي ....بأمانة شديدة هذا المنتخب جعلنا نتفاءل بغد أفضل لكرتنا القطرية ... بأيام رائعة تنتظرنا وكنا ننتظرها منذ زمن بعيد ... لن أبالغ بأننا منذ وقت طويل أو (وقت طويل جداً) لم نعش هذه المشاعر، لم نرَ الجميع يفخر ويشيد بمنتخب شاب مثل هذا، ولكن الرعاية والاهتمام والمتابعة المستمرة والاختيار الدقيق للاعبين وتوفير أفضل سبل الاحتكاك بطرق علمية حديثة وبدراسة متأنية جعلتنا واثقين بحول الله تعالى بأن هذا المنتخب سيكون له شأن كبير في المستقبل. ومن أجل أن نحافظ على هذا الفريق ونسعى لمواصلة الإنجازات وأن لا يكون هذا اللقب هو الأول والأخير لهؤلاء الشباب ولا التأهل لمونديال نيوزلندا آخر المحافل العالمية التي سيشارك بها شبابنا، علينا أن نعلم أن البطولة الآسيوية ليست سوى البداية في طريق طويل وصعب وشاق ينتظر شبابنا، فهناك العديد من الأجيال التي تفاءلنا بها خيراً وتوقعنا أن يكون وصولنا للأوليمبياد أو الفوز بالكأس الآسيوية أو التأهل لكأس العالم عن طريقها، ولكنها للأسف خيبت آمالنا وتوقعاتنا وانتهت قبل أن تبدأ وقبل أن تحقق ما نطمح إليه، بدأت أو تألقت قليلاً في مرحلة عمرية مبكرة، ولكن بعد ذلك لم نشاهد سوى تألق بعض اللاعبين مع أنديتهم أو خلال بعض المباريات الدولية وانتهى مشوار الكثير من هذه الأجيال على هذا النحو لاسباب مختلفة ... إننا واثقون كل الثقة بأن هذا العمل الجبار الذي لمسناه في هذه البطولة سيستمر ويتواصل وأن الخطة التي وضعت لإعداد هذا المنتخب وغيره من المنتخبات تسير في الطريق الصحيح، فهناك رجال يقفون وراء الكرة القطرية همهم الأول والأخير وجود منتخبات قطرية في أكبر المحافل القارية والعالمية ووصول لاعبينا لأعلى المستويات الفنية والبدينة. بالأمس فرحنا لفوزنا بأول لقب قاري على مستوى الشباب وطوال هذه البطولة كنا نفخر برجالنا وما يقدمونه في ميانمار من أداء كان حديث رجال الكرة الآسيوية وأبهر المنتخبات المشاركة، ولكن جاء دورنا لنرد لهم الدين وغداً لهم علينا حق الاستقبال ومشاركتهم فرحتهم في العودة إلى أرض الوطن مكللين بالميداليات الذهبية واللقب القاري والعودة لمونديال الشباب بعد عشرين عاماً من الغياب ولهم علينا حق التكريم، فالإنجاز لم يكن سهلاً ولم يكن يسيراً والمنتخبات التي واجهناها كانت لها نفس الطموح والأماني والأهداف، ولكن شبابنا الذين غادروا بلدهم وتركوا عوائلهم واصحابهم ليسكنوا اوروبا وينضموا للاندية هناك ليكتسبوا خبرة المدارس التدريبية المختلفة ويعيشوا الحياة الاحترافية بمعناها الحقيقي ليأتوا لنا بإنجاز كروي لم يحققه من سبقوهم من أجيال. أعود لأقول إن هؤلاء يستحقون منا جميعاً واجب الاحتفال والاستقبال والتكريم، وعلى جماهيرنا القطرية والتي فقدت الفرحة فترة طويلة ان تشد الرحال لمطار حمد الدولي وتستقبل من أعاد لها الابتسامة والبهجة وأن تكون هناك مسيرات فرح لهؤلاء الشباب لانهم يستحقون منا ذلك ... وخاصة خلال الايام القليلة القادمة لانهم بعد ذلك سيكون لهم مشوار آخر من الاستعدادات والمعسكرات والتدريبات على أمل إنجاز قادم يسعدنا كما أسعدنا الأداء واللقب القاري. قبل النهاية... شكراً وألف شكراً لكل من وقف خلف هذا المنتخب ... شكراً اكاديمية اسباير لانك شريك اساسي في هذا الانجاز وكان لك دور في صناعة هذا الفريق الرائع... وألف مبروك ياهل قطر ... والله يبيض وجيهكم يا شباب.