14 سبتمبر 2025

تسجيل

السودان: تبخر حوار التراضي الوطني قبل أن يبدأ!

24 أكتوبر 2014

يستهويني كثيراً هذا العنوان الأخاذ الذي صدر به الأخ الصديق بشري الفاضل إحدى قصصه القصيرة الرائعة، مشروع حوار الرئيس البشير الذي صدعنا به زبانية إعلامه "المسندك" كثيرا، طارت عصافيره كما طارت عصافير بنت صديقي بشري الفاضل. وأقول بالفم المليان إنني سعيد لطيران عصافير حوار الرئيس، الملهاة المكشوفة، أو الفصل الثاني من المسرحية الهزلية "القصر رئيساً وكوبر سجيناً". لا جديد: لا في التأليف الساذج، ولا في الإخراج البائس، الجديد فقط هو أن يغمض بعض قادة المعارضة عيونهم حتى لا يروا الشمس وهي في وضح النهار لكي يغطوا ضعفهم وهوانهم وعجزهم عن فعل التمام، لقد هرول العاجزون عن فعل التمام نحو مبادرة عيوبها البارزة، لا تحتاج إلى عيون زرقاء اليمامة وحاولوا تجميل القبيح غير القابل لكل هذا التزويق والتلوين والتجميل. إلا قلة رحمها ربها من مذلة الانحناء للرغبات، بينما احتفظ شعبها النبيل بقناعاته التي تتشكك في الهدف الحقيقي من المبادرة الذي هو تكتيك مؤقت لكسب الزمن حتى يتمكن النظام من احتواء الأزمات الكثيرة التي تحاصره. عام كامل يمضي دون أن يبرز أي فعل عملي لجهة التنفيذ الفعلي لأي من بنودها. ومع ذلك يتلهى بها العاجزون لأنهم عجزوا في الانطلاق إلى الطرقات والساحات في ذكرى مجازر شباب سبتمبر! قمة الإهانة تمثلت وهو يعقد المحاكمات الجزافية لشباب سبتمبر في عدة مدن في ذكرى استشهاد زملائهم الشهداء الشباب مكايدة واستفزازا مقصودا. نقول ألف مبروك للرئيس على لحسه لمبادرته للحوار لأنه أراح واستراح. فنحن لا حاجة لنا بالانتخابات القادمة، ولا حاجة بنا لانتخابات الأصم التي صممها لصالح أولياء نعمته. لا يحتاج السيد الأصم لكي يرهق نفسه والخزينة العامة بتمثيلية جديدة، فهو عارف ونحن عارفون ولا داعي لكشف الحال والمستور فغدا يفوز أولياء نعمته في الجزيرة أبا وفي كدباس" تمام التمام يا عوض دكام". آخ.. يا بلد!