11 سبتمبر 2025
تسجيلمن راقب الناس مات هماً إلا في هذه سيعيش دهراً(والله أعلم).لقد أصبحت كاميرات المراقبة من الضروريات الأمنية المهمة في شتى الأماكن نظرا لما يتعرض له الاشخاص من الحوادث كالتحرشات والسرقات في الخارج، أو مصائب الخدم داخل المنازل، وكثيراً ما تثير هذه المسألة الجدل لدى الكثيرين وتتباين ردود الافعال بين مؤيد ومعارض، فهناك من يقرها ويعتبرها ضرورة من ضروريات الحياة وخصوصا عندما يترك كلا الوالدين أطفالهم صغاراً بالبيت،أو من لديه كبار بالسن، وهناك من يعتبرها إنتهاكا لخصوصية الفرد وتقييداً لحريته بل تعد تعديا عليها.قد يفضل البعض جلوس المرأة بالبيت لرعاية أطفالها، وهو إن كان حقا في المقام الأول إلا أنه لا يعني أن من يجلسن بالبيت ليس لديهن خدم، أو أنهن لا يتركن أبنائهن للخدم بل نجد أن البعض إن لم يكن أكثرهن يرجعن للنوم، أو يخرجن تاركات أبنائهن في أحضان الخادمات، غير الزيارات والسهرات مساءً.يأتينا الخدم من بلدانهم بأديان وأعراف وعادات وتقاليد مختلفة، بل بحالات نفسية قد لا تظهر لنا بالبداية ومنهن من عملت بدول الخليج ورجعت لبلادها إما لإنتهاء مدة عملها أولعدم إنسجامها هناك، أو لتسفيرها لإحداثها جرما ما؛ لذا جاءت أهمية تركيب كاميرات المراقبة من أجل الحفاظ على حياة الأطفال وكبار السن ومراقبة وتوجيه الخدم التوجيه الصحيح.من مزايا كاميرات المراقبة المنزلية: أنك تستطيع عن طريق النت مراقبة منزلك وأنت بالعمل، كما أنها تكشف دخول وخروج وتحركات من بالمنزل، وتضبط أي خطأ أو جريمة لا قدر الله حدثت.من مساوئها: أنها لا تكشف كل الإتجاهات بل تثبت بمكان معين وتكشف الجهة التي توجه إليه، كذلك فإن الشخص قد يختبئ خلف الكاميرا أو تحتها ولن تراه، وقد تغطى أوتكسر لارتكاب سرقة أوجريمة ما.يبقى أمر إن قررت تركيب كاميرات المراقبة وهو: هل تُبلغ الخدم بوجود كاميرات المراقبة أم تبعدهم عند التركيب، لتشاهد ماذا يفعلون بالمنزل ومع أطفالك وكبار السن في غيابك؟من خلال تجربتنا الشخصية سابقا قمنا بتركيب كاميرات المراقبة ولم نخبر الخدم بها فرأينا العجب في تصرفاتهن وإهمالهن بالأطفال بل حتى بالنظافة العامة ولكن الحمدلله بلا ضرر، وعند تواجدنا كانتا تقومان بعملهما على أكمل وجه(ومن لا يلجأ للصبر والنصح وتحمل الخدم فمع المراقبة سيغير كل شهر خادمة)وبرغم حسن المعاملة التي يعاملها أغلب الناس للخدم إلا أن بعضهن لا أمانة لديها في العمل، وهذا أمر وارد نراه في عملنا لدى البعض، فلا نستغرب على حال الخدم الذي أتى من بلاد فقيرة مفتقدا الأمور الأساسية للحياة ويقل لديه الوازع الديني ليجد شعوبا تأكل وترمي، تلبس ولا يبلى لبسها حتى تبدله، مقتنيات كثيرة وإكسسوارات راقية وبيت وسيارات، فطبيعي(ولا نعطي لأحد العذر بل ندرس النفسيات)أن نجد في بعضهن حقدا وحسدا قد يصل لسرقة وأحيانا لجريمة، وقد يأتي البعض بسلوكيات محرمة شرعا(فواحش وسحر).لذلك كان تركيب الكاميرات مهم جدا وتعريفهم بها أفضل لردع الجميع عن فعل أمر سيء لا قدر الله لن ينفع الندم بعدها، وإن أراد الله السوء فوالله لن تنقذنا منه أية كاميرا إلا أن تسجل الحدث، ولكن نسأل الله أن يحفظنا وإياكم وأبنائنا.وعند تركيب كاميرات المراقبة يجب أن لا تكون في غرف نوم الخدم والسائق حتى لا تكشف العورات ويضيق عليهم الأمر فلنحسن قدر الامكان، والمراقبة أنما هي للحذر منهم ولردعهم فقط؛ لذا فلتكن خارج المنزل وداخل ساحة المنزل، ثم في الأماكن المتواجد فيها الأطفال دائماً من غرف النوم والصالات والمطبخ وغرفة كبار السن إن كان وحيداً مريضا و/أو لا يتحرك، ومن الممكن أجلكم الله في حمام الأطفال إن يستخدمن واحداً فقط(لم نجرب ذلك).وسمعنا أن هناك من ركب كاميرات حتى في السيارة التي تقل الأطفال للمدارس وهي فكرة أيضا لمن يوصلون أبناءهم مع الخدم. ومع هذا كله تظل هناك ثغرات لا نستطيع إغلاقها والسيطرة عليها يستطيعون فعل ما يريدون من خلالها ولكن يكفي أن يكون أبناؤنا وكبار السن بأمان منهم.وتظل للمعاملة الحسنة أثر كبير في التقليل من الحوادث بإذن الله تعالى فلا ننسى إعطائهم أجورهم، وتذكيرهم بالله أن كانوا مسلمين وبالثواب والعقاب،وإطعامهم مما نطعم وإلباسبهم الجميل من الملابس وتنبيههم بين فترة وأخرى والشد عليهم ثم اللين لهم وإعطائهم قدراً من الاحترام وتذكيرهم دائما أن البيت الذي يعيشون فيه ويأكلون وينامون به إنما هو بيتهم الثاني بعد بيتهم في الأول، وجميعهم أخوات واخوان لنا في الاسلام ولن نرضى عليهم بسوء ونطلب منهم المحافظة على المنزل ومن فيه في حالة غيابنا، وللخادمات أن يحرصن على عدم إدخال أحد وتذكيرهن بالحلال والحرام وبالجنة وبالنار بين فترة وأخرى، ثم لا ننسى أبداً تقديم الشكرلهم وعدم إحتقار عملهم ولو كان صغيرا، والتغاضي عن أخطائهم ما لم يكن به ضرر كبير. وليكن نصب أعيننا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:(إن إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليُطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم) فارتفع بالخادم لدرجة الأخ.همسة:في ظل الانترنت ننصحكم بتركيب كاميرات المراقبة لمتابعة ما يحدث بمنزلكم وأنتم بعيدون عنه.حفظنا الله وإياكم وأطفالنا من كل سوء.