19 سبتمبر 2025
تسجيلنعم..وما الدينا إلا مسرح كبير.. كلمة قالها يوسف وهبي زمان وما زالت أصداؤها تتردد بيننا وكثيرا ما نستخدم هذه الجملة في حوارات حياتنا.. ومنذ أيام قليلة مرت ذكرى عميد المسرح العربي يوسف وهبي..ولم أر قناة أرضية أو فضائية تحتفي بذكرى هذا العملاق الذي قدم أعمالا للمسرح.. وللسينما قلما يقدمها فنان آخر.. فقد بلغ عدد المسرحيات التي قدمها ما يقرب من 300 رواية ما بين تأليف واقتباس.. وأخرج 30 فيلما وكتب 40 فيلما واشترك في تمثيل 60 فيلما وله بصمات كثيرة على الفن العربي. قضى يوسف وهبي أغلب عمره على خشبة المسرح.. بعد أن اختار الغربة وهاجر ليكون بعيدا عن أسرته التي كانت ترفض امتهانه الفن حينما علمت أنه عمل في سيرك وألقى مونولوجات في فرقة حسن فايق المسرحية.. وكان التمثيل حيئنذ مهنة لا يعترف برأي صاحبها في المحاكم. مثلما كان "الجورنالجي" أيام زمان تماما.. لم يكن هناك خيار أمام يوسف وهبي إلا السفر إلى إيطاليا ليتعلم فن التمثيل ثم يعود إلى مصر ليكون فرقة رمسيس المسرحية التي ضمت عمالقة التمثيل: حسين رياض، زينب صدقي، أمينة رزق وفاطمة رشدي. وفي الوقت الذي كان فيه نجيب الريحاني يقدم المسرح الساخر كان يوسف وهبي يقدم المسرح الميلودرامي وأخذ يجتهد للنهوض بفن التمثيل والارتقاء به... وكان مسرحه معهدا ممتازا للفن إذ صعد بالمواهب إلى القمة واكتشف العديد من الفنانين.. وحصل على البكوية من الملك فاروق الأول.. وكانت جميع أعماله تدور حول الارتفاع بالمستوى الثقافي والاجتماعي وكان من أشد الذين يؤمنون بأهمية الترابط العربي ودعم العلاقات بين البلدان.. ولذا فقد سافر إلى العديد من العواصم يعرض مسرحياته التي لاقت رواجا كبيرا وانتشارا واسعا. وقد حصد يوسف وهبي العديد من الجوائز والأوسمة من زعماء وملوك ورؤساء دول بلاد عربية كثيرة إضافة إلى أنه المسلم الوحيد حينذاك الذي حصل على وسام من بابا الفاتيكان لدفاعه عن حقوق الإنسان.. هل يستطيع أحد أن ينسى مسرحيات: عطيل. المسترفو. سر الحاكم بأمر الله. يوليوس قيصر. الدينا مسرح كبير.. الطمع.. كرسي الاعتراف. اليتيمتان. أولاد الفقراء. أولاد الشوارع. غادة الكاميليا. بيومي أفندي.. راسبوتين.. بنت مدارس وغيرها وغيرها.. رحم الله يوسف وهبي عميد المسرح العربي الذي قدم الكثير والكثير والذي رحل عن دنيانا في 17 أكتوبر 1982