22 أكتوبر 2025

تسجيل

تعاون المدرسة والمنزل

24 سبتمبر 2018

لا يمكن الاستغناء عن المنزل في دعم العملية التعليمية حيث اصبح المنزل ومتابعة أولياء الامور من اهم الركائز للتعليم الحديث. ويعتبر التعليم غير مكتمل إن لم تبد المدرسة اهتماما بأولياء الامور ومشاركتهم الفاعلة فيه. ولي الامر الذي لا يتابع ابنه في المدرسة وان كان من المتفوقين فقد أهمل سببا رئيسيا لنجاح ابنه وتحقيق ذاته..لان تحقيق الذات لا يأتي فقط بما توفره الكتب الدراسية وانما هي ممارسات وسلوك تراكمي في بناء الشخصية، فكم من طالب متفوق ولكنه منطو على نفسه وفاشل اجتماعيا.. اما الطالب غير المتفوق فهناك حاجة ملحة لتعاون المدرسة والمنزل لضمان النجاح.. يأتي التعاون عن طريق حرص المدرسة لمعرفة اسباب إخفاقات الطالب وطريقة معيشته في المنزل وكذلك متابعة ولي الامر لابنه بشكل دقيق في المدرسة ومعرفة أصدقائه داخل وخارج المدرسة ويجب على المدرسة الاهتمام بالدروس الاثرائية لتكون في متناول الطلاب بأوقات مناسبة وان لا تكون فرصة للعب والمشاغبة وتضيع الوقت.. نتمنى على ولي الامر تكثيف المراجعة الدورية للمدرسة والالتقاء بالمدرسين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين. يفضّل ان تهتم المدارس بإبراز دور الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وتعطيهم المكانة المرموقة. كذلك يمكن للأخصائيين ان يفيدوا المدرسين حيث يوجد البعض منهم بحاجة الى استشارتهم وهو اقرب من غيرهم لهم. لا يمكن حصر دور الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس في مقال واحد ولكننا نختصر الموضوع بأنهم الاساس في معرفة الطريق الصحيح للطالب. هناك جوانب كثيرة يجب ان يتم التعاون بين المدرسة والمنزل فيها ومن اهمها معرفة السلوك الاخلاقي للطالب في المدرسة والمنزل ومن ثم تكون هناك دراسات ومتابعات لتحقيق التطور المطلوب.. تعاون المدرسة مع المنزل يتيح لولي الامر ان يتعرف عن قرب على مدى استفادة ابنه من الأنشطة اللا صفية وما مدى اهتمامه بمصادر التعلم..وغير ذلك الكثير من الخطط والبرامج الذي تضعها المدرسة للمشاركة المجتمعية. في نفس الوقت يجب على المدارس ان لا تنغلق على نفسها بتعليم أكاديمي فقط وتكون مشاركتها مع المنزل هامشية بدعوى ان اولياء الامور لا يحضرون..!!. نتمنى على المدارس ان توفر وسائل جذب هادفة وان تشارك اولياء الامور ليس فقط للتعرف على ما درسه ابناؤهم وانما تشاركهم في مسابقات وأنشطة مع المدرسين وكذلك مع الطلبة وان تشاركهم في الاستفادة من مصادر التعلم حتى وان لم يحضروا الى المكتبة ولكنها تستطيع في حضور مجالس الالتقاء بهم ان توزع عليهم سيديهات او كتبا وتوقعهم استعارة فبذلك تحقق الاستفادة باستخدام قسم المصادر وتشجيع اولياء الامور على الحضور. لنجعل المدارس اماكن محببة يلتقي بها اولياء الامور للتعرف على بعضهم البعض وكذلك التعرف على المدرسين..ويا حبَّذا لو تبادر بعض المدارس بعمل مجلس اسبوعي يجتمع فيه اولياء الامور وان يكون مفتوحا طوال ذلك اليوم ليجد ولي الامر المدرس والمدير والنائب وغيرهم كل حسب تفرغه دون ان يتركوا أعمالهم في إطار ودي مشجع للجانبين.. حينها ستكون المدارس ملتقى جميلا ومحببا به العلم والمعرفة واللقاء الودي الحميم..وهذا في رأيي افضل من نظرة بعض اولياء الامور للمدارس بأنها انما أسوار خارجية يلتقطون ابناءهم منها..!.