13 سبتمبر 2025
تسجيل* كان الود والاحترام بين الشاعر أبي تمام والأمير عياش بن لهيعة قائمين.. وقد مدح أبو تمام الأمير عياش عندما قدم عليه في مصر فأعطاه الأمير على مدحه خمسة آلاف درهم، ولم يلبث أن بددها الشاعر، ثم عاد إلى عياش يمدحه، إلا أن العلاقة بينهما لم تلبث أن تزعزعت، وذلك عندما استسلف أبو تمام من عياش مائتي مثقال، فاعتذر عياش إلى الشاعر ولم يقض حاجته، ثم بدأ عياش يلقى الشاعر بامتعاض وتجهم ونفور وقد قال أبوتمام هذه الأبيات في الأمير عياش: فإذا جئت زائراً حجبتْ وجهك عني كآبةٌ وبُسورُفتطلق مع العناية إن البشرفي أكثر الأمور بشيرإنما البشر روضة فإذا كانببذلٍ فروضةٌ وغدير * بعدها ثارت نفس الشاعر لكرامته وأنه لم يعد يحتمل ذل السؤال عند باب الأمير عياش:ذُل السؤال شجا في الحلق معترضمن دونه شرق من تحته جرضُما ماء كفك إن جادت وإن بخلتمن ماء وجهي إذا أفنيته عِوضُ * ثم هجا الواشين الذين سعوا به عند عياش ووصفهم بأنهم أصحاب قلوب مريضة:أظن عندك أقواماً وأحسبهُملم يأتلوا فـيَّ ما أعدوا وما ركضوايرمونني بعيون حشوُها شزرٌنواطقٌ عن قلوبٍ حشوها مرضُ * ومن هؤلاء الواشين "يوسف السراج":لولا صيانةُ عرضي وانتظارُ غدٍوالكظمُ حتمٌ عليَّ الدهرَ مفترضُلما فككتُ رقابَ الشعر عن فكريولا رقابَهُم إلا وهم حُُيضُأصبحتُ يرمي نباهاتي بخاملةِمن كله لنبالي كلها غرض * وفي قصيدة أخرى يلوم نفسه على أنه لجوج في الطلب:لجاجة فيكم ليس يشبههاإلا لجاجتكم في أنكم عربأشكيتموني فلما أن شكوتمغضبتم دام ذاك السخط والغضبُ * ثم يهدده وينذره بأنه سوف ينكل به في أشعاره:ليُسَوِّدَنَّ بقاعَ وجهك منطقيأضعافَ ما سوَّدت وجه قصيديولأشهرنَّ عليك شُنع أوابديحسبن أسيافاً وهن قصائدفيها لأعناق اللئام جوامعتبقى وأعناق الكرام قلائد * حتى موت عياش لم يطفئ سقيمة نفس الشاعر وسخطه عليه فظل يهجوه حتى بعد موته:فكَّت أكُفُّ الموت غلَّ قصائديعنه وضيغمها عليه يزيرما زال غُلُّ الذم ثاني عطفهحتى أتاه الموت وهو أسيرمن بعدما نزَّهت في سوءاتهحسناتِ شعر بحرهن بخوروبقيت لولا أنني من طيءعلم لقال الناس أنت جريريا خلقة الله التي من طرزهانشأ فكان القِرد والخنزيروسلامتكم...