15 سبتمبر 2025
تسجيلفي خطبته أمام الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كان لدولة قطر حضور مركزي وفاعل أسس وضعا أخلاقيا، وشكل صرخة حقيقية في وجه المجتمع الدولي المتخاذل عن نصرة الأحرار، والمتفرج على مصارع الأبرياء، والمساهم للأسف في دعم الجريمة والسكوت عن المجرمين في الشرق العربي المنكوب وفي الساحة السورية على وجه الخصوص. لقد كانت الكلمة الرائعة التي ألقاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أمام قادة العالم درسا أخلاقيا حقيقيا، ومنهجا فكريا بليغا، وصوتا هادرا بالحق وداعيا للسلام، ومنحازا للإنسانية بأعلى قيمها وأبلغ معانيها، لقد كانت كلمات صاحب السمو شفافة وصريحة ومباشرة وهي تنتقد الصمت الدولي المريب من مأساة السوريين، وتخط بكل التفاصيل لأبعاد المؤامرة التي حيكت في الأروقة الدولية وفي الدول الكواسر على وجه التحديد لكسر إرادة السوريين وللتخلي عن ذلك الشعب الحر الثائر الشجاع الذي قدم صنوفا بديعة في الشجاعة والتضحية والإقدام ومواجهة قوى الباطل والشر متحملا صنوف التدمير والتشريد والعذاب والموت الشامل الذي يصب حمما يومية على رأس الشعب السوري وعبر طائرات العدوان الروسي ومقاتلي الإرهاب الإيراني والطائفي الوقح في المنطقة، لقد كانت كلمات صاحب السمو سهاما من نار وجهت لصدور المتخاذلين، كما كانت موقفا إنسانيا قل نظيره وسط حالة الصمت المطبق لقادة العالم أمام شعب يذبح يوميا وعلى مدى ما يقارب الأعوام الستة، لقد أثبت سموه بأن السياسة القطرية بتوجهاتها الإنسانية، وبرؤيتها الشمولية كانت هي الأقدر على رؤية الواقع واستشراف المستقبل، وقراءة الأحداث بطريقة إنسانية وشمولية استوعبت معاناة الشعب السوري ورافقتها منذ بداية الثورة السورية الكبرى حتى اليوم، وستستمر حتى انتصارها بعون الله وإرادة الأحرار والخيرين.صاحب السمو، وهو يستعرض نفاق السياسة الغربية ويشير لغزو واحتلال وتدمير العراق بكلمات شجاعة ولأسباب غير منطقية ولا ترقى لمستوى الدمار الإقليمي الذي حصل إنما يؤكد على فكر إستراتيجي متقدم وعلى رؤية حضارية إنسانية تستقرأ الأحداث بنظرة المتمكن والقادر على إدارة دفة الصراع نحو نهايات انفراج تراعي المصلحة الإنسانية العليا، لقد استغرب صاحب السمو من الصمت الدولي المريب عن جرائم النظام السوري التي فاقت كل التوقعات وشكلت صدمة حقيقية للأحرار في العالم أجمع، وأشاد سموه بشجاعة السوريين الذين قدموا صورًا بطولية نادرة في غياب أي دعم دولي حقيقي بل العكس هو الصحيح، كلمات الأمير تميم الشجاعة كانت صرخة هادرة من صاحب السمو الذي يستحق أن يوصف بصفة (أمير الإنسانية وفارسها) في وجه الظلم والظالمين، كما أنها تأكيد متجدد على أصالة الموقف السياسي القطري وانحيازه الكامل والمطلق لصالح الشعب السوري الحر رغم المخاطر والتداعيات وحتى الحملات المغرضة والمعادية لذلك التوجه الرائد الذي دشنه سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي دعم الثورة السورية وحمل ملفاتها على مستوى العالم وقدم ما يستطيع لنصرتها، فكانت مواقف دولة قطر على المستويين العربي والدولي مواقف مشرفة وقومية أصيلة لا تدانيها ولا تقترب من حافاتها أي مواقف دولية وإقليمية أخرى، صاحب السمو لن يتوانى أبدًا عن نصرة الأحرار، وسيستمر دعم دولة قطر لقاطرة الحرية المنطلقة بكل قوة، وما كلمات سموه الهادرة الصريحة إلا تكريس وتتويج لتلك المواقف الإنسانية الأصيلة، لقد قالها سمو الأمير وأعلنها وليس بعد قولته من قول، وستثبت الأيام وسيحدد التاريخ مواقف الرجال الذين درسوا التاريخ وتوقفوا أمام محطاته واستوعبوا دروسه الصعبة، فمرحى بأمير الإنسانية وهو يلقن الظالمين دروسا في الحرية والكرامة والإباء وعدم السكوت على الضيم والانتصار للضعفاء، وبارك الله في سمو الأمير وحفظ دولة قطر وشعبها من كل مكروه، ولأمير الإنسانية وفارسها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كل المودة والتقدير، فاللرجولة والقيادة فرسانها وأهلها، وقد أثبتت دولة قطر بأنها مصنع الرجولة والكرامة والإنسانية.