31 أكتوبر 2025
تسجيلفي تصريح مليء بالجزع والضجر والخيبة أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي عن عدم تحمله لمسؤولية التبعات الخطيرة التي تسبب بها نوري المالكي للعراق!، وذلك بعد سلسلة الانهيارات الأمنية والهزائم العسكرية ومصرع مئات من الجنود العراقيين وانهيار البنية العسكرية للجيش العراقي بشكل مريع أمام عصابات داعش وعشائرها!، والغريب أن العبادي وهو يصرح علانية ويشير بأصابع الاتهام نحو رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ومسؤوليته المباشرة عن أحوال الخراب العراقي المقيم قد تناسى بأن ذلك الشخص قد رفس إلى الأعلى وتحول للنائب الأول لرئيس الجمهورية وقريبا بعد أن يغيب فؤاد معصوم غيبته الصغرى لأسباب علاجية وصحية سيكون نوري أفندي المالكي الرئيس التنفيذي لجمهورية ما تبقى من العراق وعندها لن يستطيع العبادي توجيه رصاص النقد حوله!.والجميع يعلم أن الانقلاب البريطاني الذي جاء بالعبادي للوزارة الأولى كان على الضد تماما من رغبة بلاط الولي الإيراني الفقيه الحاكم والمهيمن الفعلي على أهل المنطقة البغدادية الخضراء، كما أن الألغام الطائفية والسياسية والأمنية التي زرعها المالكي وهو الخبير في العمل السري والتخريبي وفي التآمر خلف الكواليس والناهل من مدرسة الخبث الإيرانية البرمكية أكثر من كافية للإطاحة بكل جهود ورغبات الإصلاح التي ينوي العبادي تنفيذها، فالملاحظ أن مأساة (سبايكر) ومصرع مئات الجنود العراقيين حتف أنفهم على يد عصابة داعش وحلفائها من البعثيين والقتلة، قد تكررت في مأساة (الصقلاوية)! رغم دعم الطيران الأمريكي والغربي والدعم الدولي للحكومة العراقية إلا أن القيادة العسكرية العراقية وجميع ميليشيات الحشود الطائفية من أهل الجهاد الكفائي لم يستطيعوا فك الحصار عن الجنود في الأنبار مما أدى لكارثة عسكرية اعترف بها الجنرال رشيد فليح! وهو من القيادات العسكرية التي عينها القائد العام السابق الفاشل نوري المالكي؟ والسؤال هو هل يجرؤ حيدر العبادي على الدعوة علنا لمتابعة ومحاكمة المالكي وتقديمه للعدالة هو وأركان مجموعته الفاسدة المفسدة؟ وهل يستطيع تنفيذ هذا المطلب الجماهيري الملح والذي من دونه لن تتحسن أحوال العراق ولن يعود الاستقرار لبلاد الرافدين!، لكون اللصوص والقتلة والفاشلين ما زالوا في سدة السلطة ولم تتم محاسبتهم، وهذا يعني الفشل المريع لكل جهود الإصلاح والتغيير ومحاولات الخروج من عنق الزجاجة القاتل، الدعم الدولي لن يستطيع تغيير الواقع الميداني أبداً ما لم تكن هنالك قيادة ميدانية عراقية فاعلة على الأرض تستطيع إدارة دفة المعركة بكل أبعادها وحشد الدعم الداخلي وتغيير القيادات العسكرية والابتعاد عن الفوضى والهرجلة في إدارة العمليات، فالميليشيات الطائفية باتت أقوى من الجيش وأكثر تسليحا، وتضارب المهام والمسؤوليات قد أفرز فوضى ميدانية قاتلة يذهب ضحيتها الأبرياء وأعداد المستشارين الهائلة التي تعج بهم الحكومة العراقية قد أضحت عبئا ثقيلا على كاهل الدولة لكون جلهم من الفاشلين والمتأزمين أصلا؟ فمثلا ماذا يفعل ما يسمى بمستشار الأمن الوطني؟ وما هي خططه الإستراتيجية للتفاعل والتعامل مع الحالة المعقدة الراهنة؟.العراق بحاجة أولا لتقرير وإنتاج قيادة سياسية تمتلك الجرأة والإرادة لتنفيذ ما تريد وتقديم المسؤولين عن الكوارث للمساءلة القضائية، كما يحتاج لحكومة أزمة أمنية مصغرة تقودها كفاءات حقيقية تستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أما دخول الحرب ضد الإرهاب من دون وزراء للداخلية والدفاع!! فهو مهزلة حقيقية يؤشر على فشل سياسي وإداري وحكومي مريع مما سيعجل بنهاية العراق كما تنبأت مجلة تايم الأمريكية قبل شهور! وهو ليس تنبؤأ بريئا بل إنه استنتاج علمي وواضح مستند لدراسات ميدانية، دون محاسبة نوري المالكي وأزلامه والعمل بجدية حقيقية فلا فائدة ترتجى من أي تحركات أو زيارات أو خطابات فارغة.. العراق يسير في طريق التلاشي والانهيار.. فهل سيكون العبادي آخر رئيس لوزراء مملكة الطوائف العراقية؟. هذا ما ستفرزه وتقرره الأيام القادمة.