27 سبتمبر 2025
تسجيلتغص المحاكم في قطر بالكثير من القضايا التي للأسف لا يبت فيها بشكل كامل وسريع يعيد لصاحب الحق حقه. تتخلل تلك القضايا مماطلات وتأجيلات تؤدي الى حرمان المشتكي من حقه لمدة طويلة وكأنه هو المطلوب..! بينما ينعم المشتكى عليه بالحرية وبرود الأعصاب والتلاعب بالقوانين وعدم حضور الجلسات....الخ. ذلك يحصل في القضايا المدنية وكذلك الشرعية، حيث نسمع باستمرار أن هناك نساء يلهثن وراء ازواجهن للحصول على النفقات او الطلاق او رعاية الأولاد ويدفعن من جيوبهن مبالغ طائلة للمحامين. امتداد تلك الفترة الزمنية يؤدي الى امراض اجتماعية خطيرة، ناهيك عن الأثر النفسي الذي يمكن ان يصاحب هؤلاء النساء او غيرهن ممن لهم قضايا متنوعة في المحاكم. ويتضح لي ان التأخير يزداد بشكل اكبر في القضايا المدنية وخاصة التي تحتوي على معاملات تجارية او شيكات بدون رصيد وغير ذلك من القضايا المختلفة. احدى القضايا منذ العام 2007 وصاحب الحق يطالب بحقة الذي توقع ان يحصل عليه خلال فترة بسيطة، ولديه كل ما يثبت ذلك ولدى المحكمة علم بان المشتكى ضده من اصحاب السوابق ومع هذا لا تتخذ اجراء حاسما يريح المجتمع منه ولا تنهي القضايا التي يكون هو طرفا فيها بسرعة. عقدت المحكمة جلسات عديدة فقط للنظر في هذه القضية المقدمة ضد ذلك الشخص صاحب السوابق والذي يبحث عنه الكثيرون وهو مطلوب في نفس الوقت بقضايا اخرى. بين أخذ رأي الخبراء ومماطلات متفرقة وبين عدم حضوره لهذه القضية تنتهي سنة كاملة ليصدر بعدها حكم ضده.. نعم لقد صدر الحكم بعد سنة من المتابعة والبحث بين الأوراق والمحامين والتغيب عن العمل من قبل صاحب الحق (المشتكي) وما وقع عليه من تأثير مادي ومعنوي. يقول الحكم الزام المدعى عليه بسداد كامل المبلغ محور القضية للشاكي. هنا يتنفس صاحب الحق الصعداء فلم يتبق له الا ان يذهب ليستلم حقه. ولكن للأسف هذا لم يحصل..!! فلم يسدد المدعى عليه شيئا!! ولم يهتم بمعنى "الزام المدعى عليه بالسداد.."!!. فكيف يحصل صاحب الحق على حقه..؟! الجواب يجب عليه هو.. صاحب الحق ان يرفع قضية اخرى يطالب بحبس المدعى عليه لعدم السداد..!! ولا اعرف لماذا؟ الم يكن كافيا الحكم السابق؟ طبعا ليس امام الشاكي الا ان يكمل المشوار ويرفع دعوى تنفيذ الحكم السابق وتستمر المرافعات والجلسات والمدعى عليه طبعا يستفيد من الوقت ويتلاعب اكثر وقد يستثمر اموال الغير ويأخذ ارباحها الى وقت غير مسمى.. في العام 2010 يصدر حكم في هذه القضية من قبل قاضي التنفيذ بحبس المحكوم عليه لمدة شهر..!! شهر واحد فقط لعدم سداد مبلغ يقارب من نصف مليون ريال..!! والأهم من ذلك اين هذا المطلوب حبسه شهرا؟ غير موجود ولم يحضر جلسة الحكم مع ما صاحب ذلك من اعلانات وملصقات وخبايا قد تضحك البعض وقد تبكي البعض الآخر من كيفية الاستدعاء باستخدام الطرق البدائية كإرسال شخص الى مقر عمله وهو غير موجود فيه او الطلب من الشاكي ان يدلهم عليه او وضع ملصق على الجدار وكل خطوة يجب ان تتم بموافقة المحكمة مسبقا وهذا في حد ذاته تضييع للوقت ويصب في صالح المحكوم عليه. الآن اين حق المشتكي؟! صدر الحكم الأول ثم الثاني ولا يزال صاحب الحق يبحث عن حقه وبعد مرور ست سنوات وفي هذه السنة 2012 وقبل ايام يتسلم جزءا بسيطا جدا من حقه ويتابع جاهدا للحصول على الباقي ان استطاع وامد الله في عمره..!. تلك الاجراءات الطويلة وقصر مدة العقوبة التي تتخذها المحاكم في مثل تلك القضايا قد تؤدي الى ضياع الحقوق وانتشار الفوضى وزيادة الخلافات الشخصية ولو على المدى البعيد.