12 سبتمبر 2025
تسجيل"حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق" علي بن أبي طالب. للأسف نرى في هذه الأيام انتشار الأفكار المنحرفة والدعاوى للانحلال وغيرها من الأمور التي تدعو إلى الانسلاخ عن الدين وأوامره وإلى الابتعاد عن قول "حلال وحرام" بحجة التطور والتقدم في الزمن، قد يقول الكثير من الناس إن هذا الأمر طبيعي بحكم الاختلاف بين البشر، ولكن الأمر المخيف هنا هو أن أهل الباطل أصبحوا أجرأ وأصبحت لهم كلمة وأصبحوا لا يفعلونه فقط بل يدعون له ويصفون كل من يقف في وجههم بالرجعي والمتخلف. وأصبحوا ينشرون أفكارهم بمجموعات كبيرة ليوهموا المجتمع بأن أغلب المجتمع يقف معهم، ولكن ما هم إلا قلة من الناس، ولكن لديهم الأساليب التي توهم الناس بغير ذلك، والمشكلة الأكبر من هذا أن أهل الحق أصبحوا لا يسمع لهم صوت إلا قلة قليلة منهم، فنرى الواحد منهم يواجه 100 وهذا ليس لأن أهل الحق والخير غير موجودين، ولكن لنكن صريحين إنهم مقصرون ومنغلقون على أنفسهم. فأصبح أهل الأفكار الباطلة يستخدمون أفضل الأساليب ليزينوا فعلهم ويظهروه للعامة أنه طبيعي وهو في الحقيقة عكس ذلك، وهذا للأسف لا تقابله أي ردة فعل من الطرف الآخر فيتوهم أهل الباطل أنهم على حق وهذا الأمر سيؤثر على المجتمع مستقبلا ويتبعهم للأسف لقلة الوعي الديني. وهذا كله يأتي للأسف من تقصير أهل الحق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأصبح كل شخص منغلقا على نفسه، وحتى الكثير منهم لا ينصح أهل بيته، فتراه على صلاح وأهل بيته على ضلال، وهذا أمر خطير ونتائجه وخيمة على المجتمع بشكل عام، حيث إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب يجب على كل شخص أن يؤدي دوره بجهود مضاعفة في هذه الأيام لانتشار الأفكار المسمومة في المجتمع. فلو ترك الأمر على ماهو عليه ستكون نتائجه كارثية على الأجيال القادمة، وبدأنا برؤية هذه النتائج الآن، فنرى السخرية على أهل الدين وعلى الملتزمين، حتى تصل بهم بالسخرية على الأوامر والنواهي، فنرى بعضهم يقلل ويسخر من الملتحين ويصفهم بالمتخلفين والرجعيين وغيره يعارض أي شخص يأمر بأي أمر حلال ويدعو لترك الحرام. يجب على أهل الحق والغيرة والحمية على الدين البدء بالرد على أهل الباطل، يجب أن يطوروا أساليبهم الدعوية وألا يخافوا في الله لومة لائم، صحيح أنهم قد يتعرضون للأذية من أهل الباطل بإلقاء النكات عليهم والسخرية منهم ومن أفكارهم ولكن لا يضيرهم هذا أي شيء وليستمروا في ما هم عليه لأنهم على حق ولأن المجتمع أمانة وعلى هذا الحال ستضيع الأمانة وسيضيع المجتمع. [email protected]