16 سبتمبر 2025
تسجيلإن شهر رمضان هو شهر القرآن فرض الله عز وجل علينا صيامه وسن لنا النبي صلى الله عليه وسلم قيامه، فهو ركين حصين من الأركان التي بني عليها الإسلام، فالمرء يغتنم شهر رمضان ليكثر من أعمال البر والخير والتي تكون في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وليتذكر المسلم أن الله عز وجل فرض علينا في رمضان صدقة الفطر والتي شرعها الله عز وجل طهرة للصائم من اللغو والرفث وصغائر الذنوب وطعمة للمساكين، فالخالق سبحانه وتعالى قيض للمؤمن قوارب للنجاة من المهالك فإن استجاب إليها المرء المسلم حملته إلى شاطئ الأمان، وكانت سببا في نجاته من الضياع والهلاك، فمعرفة الله تعالى وطاعته أول طريق السائرين في دروب الصالحين يبتغون الجنان عند رب العالمين ويخشون لهيب النيران وبداية الخطى على الحق المبين والطريق المستقيم والحصانة من كل سوء والأمان من كل زيغ، فالعبادة والطاعة والامتثال لأمر الله تعالى والسير على منهج النبي صلى الله عليه وسلم لهي قارب النجاة من الغرق في بحر الضلالات والتيه في الظلمات، وسبيل النجاة من الآفات والانحرافات.إن الله زود الإنسان بالجوارح التي سيسأل عنها يوم القيامة بل ستكون شاهدة عليه عند ربه، فالذي يسخر جوارحه في الطاعة هنيئا له جنة عرضها السموات والأرض، أما الذي اغتر بشبابه ونسي مراقبة الله وجعل جوارحه سببا في نشر الفاحشة والمقت، فالعين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي في المحارم، أنت تتمتع بوسائل التواصل للحظات وتحمل هم الذنوب والسيئات أياما وليالي طوال فتكوى بها في نار جهنم، فقلوب العباد أوعية وتحتاج هذه الأوعية لمن يتقن كيف يضع فيها ما يكون مكسبا لها وهذا ما يسمى بفن كسب القلوب، فإن المسلم الحر الذي يتخلق بأخلاق الإسلام وآدابه يتجنب النقاش الطويل والجدل، حتى لا تسوء صدور إخوانه وتضيق قلوبهم ومن أجل أن يكون الحوار في أفضل صوره الفعلية فعلى المسلم أن يلتزم الحسنى من القول والمجادلة بالتي هي أحسن وأن يقول لعباد الله التي هي أحسن، فالقلب يكون صالحا إذا كان منورا بنور الله عز وجل ومكسوا بلباس التقوى والورع، فتظهر عليه حينئذ علامات الرقة والصلاح فلا ترى صاحبه إلا رحيما رقيقا خاشعا خاضعا سباقا للخير والفضل تواقا لكل بر ومعروف مشتاقا للقاء الله سبحانه وتعالى، فالقلب ما هو إلا وعاء الأعمال يحملها وينطبع بآثارها فيكون صلاحه وفساده بحسب صلاح الأعمال وفسادها وبتقلب سلوك العبد وأخلاقه تتقلب ظواهر القلب وحالاته بين السلامة والمرض والسعادة والشقاء وبحسب موافقة الأعمال لشرع الله تعالى وكثرتها وقلتها وإخلاصها تكون رقته أو قسوته، فإن للحوار الهادف ثماره الطيبة إذا كان بالجدية والاهتمام بالحلول الناجحة للمشاكل وتكون له قيمة لا يستهان بها، فهو يقوم بدور بناء في سبيل إعداد العقول للتفكير الهادئ في الثوابت الإيمانية والعقيدة الراسخة فيما يتأسس عليها من العمل والنشاط للحد من المنكر والرذائل والإشادة بالمعروف والقيم الإنسانية الفاضلة فإن من ثمرة الحوار هو الوصول إلى الحق، فلتكن هذه الأيام الطيبة فرصة لمحاسبة النفس والوقوف على الواجبات والحقوق وإياك أيها الشاب النجيب أن تضيع وقتك والحذر كل الحذر من ضياع الزمن فالوقت يمر بسرعة ولابد من العمل بجد واجتهاد، فإن أصول التربية السليمة وقواعدها الصحيحة تهدف إلى تربية الإنسان الصالح الذي يقوم برسالته على الوجه الأكمل بحيث تجعله قادرا على التحكم في نفسه وضبط تصرفاته والحرص على احترام القيم الأخلاقية والمثل العليا التي يحيا لها ويحرص على الالتزام بها، فيحرصون على تلبية نداء الحق والخير وحماية المجتمع من عوامل الفساد والضعف والابتذال والتخلف ويعملون على تطوير مجتمعه والدعوة للبناء والإصلاح والصدق مع النفس لكي يعيش الفرد حياته على جانب من الالتزام والمسؤولية بحيث يكون صادقا مع نفسه ومع غيره ومع عمله ومجتمعه لا يخاف إلا الله.