12 سبتمبر 2025
تسجيليقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله رواه الترمذي وحسنه . إذا أراد الله تعالى بعبده خيراً رزقه قلباً خاشعاً وعيناً باكية دامعة من خشيته كلما جاءته ذكرى أو الوعد والوعيد خاف أو فرح فتحرك قلبه خوفاً من الوعيد أو طمعاً في الوعد والفوز فجرت دمعته وسالت على وجنتيه . يقول الله تعالى عن عيِّنة من عباده الخائفين منه المراقبين له ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) العين الباكية من خشية الله تعالى نعمة كبيرة وصفة رفيعة وتوفيق ومِنَّةٌ على صاحبها تبشره بالخير والفلاح .هى دليل على الإيمان المؤثر في صاحبه وهى برهانٌ على الخوف من الله تعالى . أثنى الله تعالى على الباكين من خشيته وفي طاعته الطامعين في النجاة من سخطه وغضبه وفي الفوز بمرضاته ومحبته . أولئك النفر الكرام الذين يرون ربهم في كل أمورهم فيراقبونه ويخلصون له في القول والعمل .يقول الله تعالى مثنياً عليهم (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً)، الأنبياء والمرسلون هم أهل خشية الله عز وجل وهم أشدُّ الناس خوفاً منه سبحانه وتعالى ، يقول الله تعالى عنهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) ، وهى صفة الصالحين الراشدين من عباد الله كما يقول الله تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) حثَّ رسول الله الأمة على التحلي بها قولا وعملا . لما في البكاء من خشية الله من الفوائد الجمة على المرء في الدنيا والآخرة ، وتدريب النفوس على الطاعة وخضوعها لأمر الله عز وجل والخوف منه وهيبته . ولما لها من الأثر البالغ على القلوب في تصفيتها وتنقيتها وتطهيرها . ولما لها من أثر كبير على التهذيب والأدب وطرد الشياطين والاستقامة للحال وتصفية الطباع .