11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصهاينة في إجازة

24 يوليو 2014

عندما ترفض حركة حماس الإسلامية وحركة الجهاد الإسلامي المبادرة المصرية التي تقدمت بها حكومة عبدالفتاح السيسي إلى إسرائيل لوقف إطلاق النار أو الصواريخ فتقبل بهذه المبادرة إسرائيل ويقبل بها كذلك محمود عباس (مؤيد حل الدولتين ووسيط الاستسلام مع الصهاينة) فإننا ندرك وقتها بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه المبادرة تدعو إلى سحب سلاح المقاومة بل وسحق المقاومة وإسقاط راية الجهاد في أرض الرباط (فلسطين ومن حولها) حتى يتمكن الصهاينة من رقاب المسلمين ويُحكموا سيطرتهم على كل أرجاء فلسطين ومن حولها لتسقط كل القرى والمدن أمامهم وليسهل بعدها فعل المزيد من المجازر في المسلمين!.إنها بلا شك مبادرة حقيرة خسيسة بدليل أنها وصلت للإسرائيليين وأعوانهم في حين أن حماس والجهاد الإسلامي لم يكونوا على علمٍ بها إلا بعد أن فضحت قناة الجزيرة تلك المبادرة وتناقلتها وسائل الإعلام الأخرى بما يفيد بأن الجانب المصري كان سريعاً في إيصال مقترحاته وقريباً إلى الصهاينة أكثر حتى من الجانب الفلسطيني (عباس ومن معه)، والدليل الآخر هو أن أهل الحق والكرامة والمبادئ والقيم قد رفضوها بينما قَبِل بها أهل الباطل والذلّة وعديمي المبادئ والقيم والإنسانية كذلك! والدليل الآخر وليس الأخير هو أن هذه المبادرة جاءت بعد أن هرع رئيس المخابرات المصرية إلى الصهاينة مستكملاً مسيرة التنسيق الأمني! مع إسرائيل تنفيذاً لأوامر عبدالفتاح السيسي الذي سبق وأن باع وطنه وخان دينه ورئيسه وقتل شعبه فماذا نتوقع من مبادرات تصدر من أمثاله غير المزيد من الخزي والعار لمصر وللأمة الإسلامية.إن من يبحث في تاريخ الاحتلال الإنجليزي وغيره من قوات الاحتلال لمصر وغيرها من بلاد الإسلام ليجد أن الأعداء دائماً ما يحرصون على زرع الفتنة والخلاف في صفوف المسلمين وفي أوساط المجتمع المسلم الذي احتلّوه - حتى بعد أن يرحل الاحتلال - من خلال تمكين وإعطاء الصلاحيات وتوزيع المناصب على من لا يستحقون وعلى العملاء الموالين لهم والذين عادة ما يكونون من أراذل الناس أخلاقاً وأسوأهم طباعاً أو من اللصوص والمرتزقة حتى يستمر بعد ذلك ظلم الناس وإشاعة الفوضى وضياع الحقوق في المجتمع على يد هؤلاء الذين لا يعرفون - في الغالب - شيئاً عن الدين وإن عرفوا منه شيئاً فإنهم يشوّهون صورته ويسيئون إلى الإسلام في مجمل تصرّفاتهم وأخلاقهم، ولهذا فإننا نذكر أن المسلسلات المصرية قديماً كانت كثيراً ما تعرض صورة (العمدة) في قرى مصر وهو الحاكم الذي يلجأ إليه الناس للاحتكام في شؤونهم ونزاعهم والذي غالباً ما يسكن في بيت أفضل منهم! ويأكل ويلبس أفضل منهم! ويعيش حياة أفضل منهم! والذي غالباً ما يكون ظالماً في حكمه ودنيئاً في صفاته وفظّاً في تعامله وهو ما يريده الاحتلال دائماً عندما يلجأ إلى هذه الفئة أو الشرذمة من الأشخاص فيوكل إليهم مهمة (الحكم) أو (العدل) أو (القضاء) أو (الأمن) أو (إقامة الشرع) وكلها أمور أبعد ما تكون عن استحقاقهم لتلك المهام الكبرى ناهيك عن الجزئيات الصغرى في تسيير أمور الحياة المعيشية المختلفة، فأولئك الأشخاص الذين زرعهم الاحتلال والأعداء أبعد ما يكونون عن تحقيق تلك المهمّات وأقرب ما يكونون إلى (العمالة) و (الخيانة) و (الذلَة والمهانة).ولهذا فلا ينبغي الاستغراب إذا زادت أعداد عبيد الصهاينة والغرب مؤخراً ممن باعوا دينهم وعروبتهم وكرامتهم وإنسانيّتهم فأصبحوا يقدّمون القرابين تلو القرابين إرضاءً لليهود والنصارى حتى وإن كان في مقابل تواطؤهم لقتل إخوانهم في مصر وسوريا وفلسطين وتحديداً في غزّة، ولهذا لا أستغرب أن يستريح الصهاينة (في إجازة طويلة) من مهمة التجسس والتخطيط والتآمر لأن السيسي وأعوانه وأمثاله بالإضافة إلى المنافقين وأذنابهم أصبحوا يتجسسون ويخططون ويتآمرون على الإسلام والمسلمين نيابة عنهم.نسأل الله تعالى في هذه الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك أن يسدد رمي إخواننا في حماس والجهاد الإسلامي وأن ينتقم الله من اليهود وأعوانهم وأنصارهم من أدعياء الإسلام وأن يجمعهم جميعاً في قعر جهنم حتى يلعن بعضهم بعضاً، وأن ينصر الإسلام وأهله في كل مكان.. ويشفي صدور قوم مؤمنين.