15 سبتمبر 2025

تسجيل

العودة للطبيعة

24 يوليو 2011

عدت لتوى من رحلتى لقضاء الاجازة مع اسرتى الصغيرة فى احدى دول شرق اسيا ولاحظت عدة اشياء اراها فى عالمنا العربى لا ننتبه لها كثيرا. حيث انه من المعلوم انهم يسجلون فى تلك الدول معدلات كبيرة لمتوسط الاعمار وبصحة جيدة حيث من العادى جدا ان ترى عجوزا فوق الثمانين يركب دراجة هوائية ويسير بنشاط وعافية مثل شاب فى الثلاثين او تجد مجموعة من الكهول يمارسون رياضة ربما تكون عنيفة لبعضنا فى احد المتنزهات العامة وبسؤالى للاطباء الذين اشرفوا على بعض الفحوصات التى اجريتها والبعض الاخرممن التقيتهم فى المركز الطبى اخبرونى بان سر تلك الصحة لهذه الشعوب يكمن فى العودة الى الطبيعة او أمنا الارض كما يقولون وانهم هناك يبتعدون قدر الامكان عما هو مصنوع خاصة فى الطعام مثل الدهون المهدرجة والاطعمة الغربية عالية الدهون والكوليسترول والمياه الغازية واللحوم الحمراء المقلية والبطاطا والسكر عدوهم الاول هناك واخبرتنى احدى السيدات الرشيقات انها لا تذهب الى صالة رياضية ولا تتبع حمية خاصة وانما تقوم بعمل بسيط يوميا وهو رعاية وسقى الحديقة بنفسها وتقول ان رعاية الانسان لحديقته الخاصة بمنزله لمدة 10 دقائق يوميا يعادل اداءه للتمرينات الرياضية الخاصة بعضلات الكتف والساعدين. واكدت لى ان الابحاث العلمية تشير الى ان ممارسة تلك التمرينات الرياضية البسيطة تكلف الانسان القليل من وقته ومجهوده وتعطيه جسما ممشوقا وصحيا مقابل قضائه دقائق معدودة فى تقليم الاشجار وزرع النباتات وحمل ادوات الحفر. واشارت الى ان فوائد العناية بالحدائق الخاصة التى يشارك فيها جميع افراد العائلة لا تقتصر على البالغين فقط حيث ستساعد الاطفال دون الخامسة من العمر على اداء التمرينات الرياضية البسيطة والتى اوصت الدراسات الطبية بضرورتها لهم لمدة لا تقل عن 3 ساعات يوميا للحفاظ على نشاطهم الجسدى والعقلى اثناء فترة النمو اما احد الاطباء فقد وجهنى الى موقع على النت يحكى عن نظام غذائى قديم من التراث الصينى يعتمد على اختيار الاغذية المفيدة للانسان ليحصل على الحيوية والنشاط الدائمين، وذلك للاصحاء كما قد يفيد كثيرا المرضى. وهذا النظام اسمه الماكروبيوتك الغذائى ويعتمد اساسا على الحبوب والغلال ويكمله الخضراوات والفاكهة والبقوليات والقليل من الاسماك. وهو يعتبر اكل اللحوم الاخرى سببا لكثير من الامراض، لذلك لا يحبذ تناولها الا نادرا. كما ينصح بالامتناع عن السكر ويعتبره العدو الاول للانسان. وعندما بحثت عنه قرأت ان نشأة الماكروبيوتك للصينيين القدماء الذين لاحظوا ان الغذاء ليس فقط لاستمرار الحياة وانما ايضا لوقاية الانسان من الامراض ومصدر الصحة والسعادة، لذلك درسوا وبحثوا الانظمة الغذائية حتى اصبح للماكروبيوتك اليوم مراكز ومصحات ومعاهد فى جميع انحاء العالم اهمها امريكا وبلجيكا وسويسرا والمانيا ولبنان. وفلسفة الماكروبيوتك فى علاج الامراض هى دراسة المسببات الحقيقية للمرض والقضاء عليها وليس مجرد علاج الاعراض الظاهرة فقط، فهو يهدف فى النهاية لتعليمنا كيف تكون حياتنا اليومية فى انسجام مع قوانين الطبيعة التى وهبها الله لنا. ويعتبر الماكروبيوتك الحبوب العصب الرئيسى فى النظام الغذائى وينصح بتنويع الطعام فى الوجبة الواحدة ليشمل 50 % حبوبا 30 % خضراوات 10 % بقولا والباقى تكون اسماكا بحرية او اعشابا بحرية ويراعى الا يتعدى تناول السمك 3 مرات اسبوعيا. اما الفاكهة فيفضل تناولها بكميات معتدلة وعدم خلط انواع كثيرة فى نفس الوقت وعدم تناولها مع الوجبات بل الافضل بعد ساعتين من تناول الطعام او قبل الوجبة. واخيرا رغم اننا ابتعدنا كثيرا عن الطبيعة كمصدر لصحتنا فاعتقد ان شهر رمضان الكريم فرصة لنا لنطهر اجسامنا من السموم ومن طريقتنا الخاطئة فى الطعام والا نجعل الشهر الكريم شهرا للطعام والشراب باسراف وانما نعتبره شهرا لصيانة اجسادنا وارواحنا من الاشياء التى تضر بنا الا قد بلغت اللهم فاشهد وسلامتكم. [email protected]