08 أكتوبر 2025
تسجيلانتقل العالم في الفترة الأخيرة إلى مرحلة جديدة من مراحل اجتياح فيروس كورونا كوفيد- 19،وأصبحت الدول تحاول أن تتخذ بعض الإجراءات التي تؤدي إلى معايشة مواطنيها مع هذه الجائحة. ودولة قطر كغيرها من الدول قد أجبرتها الظروف الاقتصادية لتخفيف القيود المفروضة على حركة المواطنين بحذر شديد على أن يتحمل كل إنسان يعيش في هذا البلد مسؤوليته الشخصية في الحفاظ على صحته وعدم الإصابة بعدوى هذا الفيروس، وهذا يعني أن المسؤولية تحولت من الدولة كمؤسسات صحية وأمنية إلى المواطن والمقيم، ونتمنى أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً. ولنكون على قدر هذه المسؤولية يجب أن نتنازل عن بعض عاداتنا التي اعتدنا عليها ومن ضمنها السفر إلى الخارج والترفيه عن أنفسنا بغرض السياحة وصرف مبالغ طائلة في الأسفار والإقامة في تلك البلاد، وبلدنا في أشد الحاجة إلى هذه المبالغ التي نصرفها في دول أخرى، وجاء الوقت الذي نثبت فيه عن وطنيتنا وحبنا لوطننا لإنعاش سياحتنا المحلية ورفع المعاناة عن اقتصادنا الذي عانى مثله كمثل بقية بلدان العالم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات قامت دولتنا الحبيبة بصرف مبالغ طائلة خلال الأعوام الماضية لإقامة العديد من المرافق السياحية والترفيهية لجلب السياح من الخارج، ونحن أحق وأوجب علينا أن ننعش هذا القطاع المهم في بلادنا، وجاء الوقت لنقف وقفة وطنية خالصة ووفاء لدولتنا لما قدمته لنا من عطاءات لا تحصى، وآخر هذا العطاء عدم تأثرنا كمواطنين بأي ضائقة اقتصادية ألمت بالاقتصاد العالمي خلال اجتياح هذا الوباء كما تأثر مواطنو دول عديدة. وبذلت قيادتنا الحكيمة الغالي والنفيس ليحتل قطاع السياحة مكاناً بارزاً في إستراتيجية قطر الرامية لتنوع اقتصادها الوطني في إطار سعي الدولة لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، فقد وضعت قيادتنا الحكيمة القطاع السياحي ضمن قائمة القطاعات ذات الأولوية، حيث استشفت قيادتنا الحكيمة المستقبل حينما رأت أن هناك ثمة حاجة ماسة للحد من الاعتماد على عوائد النفط والغاز وبناء اقتصاد وطني مستدام، لتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين، وعلى المدى الطويل ستوفر السياحة حماية من تقلبات أسعار النفط التي قد تؤثر على مسيرة النمو. وفي المقابل يقدر المجلس الوطني للسياحة بلوغ المساهمة الإجمالية لقطاع السياحة في الاقتصاد الكلي للدولة مستوى 5.2 في المائة مع حصة بنسبة 9.7 في المائة للقطاع من الاقتصاد غير النفطي في قطر بحلول عام 2030. ولإنجاح هذه السياسة الحكيمة أدعو المواطنين أن يضحوا هذا العام فقط بعدم السفر بغرض الترفيه والسياحة وقضاء هذا الصيف داخل الدولة، لدعم هذا الاقتصاد المهم وبلدنا في حاجة ماسة لوقفة وطنية صادقة، وقطر تذخر بالأماكن والمرافق السياحية الترفيهية التي يمكن ان نقضي فيها أحلى الأوقات ويكتشفها أبناؤنا لأول مرة عندما يزورونها بغرض الاستمتاع والسياحة، وهناك العديد من هذه الأماكن والمرافق للمواطنين والزائرين لدولتنا الحبيبة، سأسردها لكم في الجزء الثاني من مقالي الأسبوع القادم. كسرة أخيرة: تعالوا مع بعض نقضي صيف 2020 في أحضان دولتنا الحبيبة قطر بعد خروجنا من معاناة كبيرة، تأثر بها المواطنون والمقيمون ومؤسسات الدولة واقتصادنا، ونكتشف من خلاله مرافقنا السياحية الجميلة الرائعة تحت شعار (كورونا لن تقهرنا)، واتمنى أن يتم إطلاق مبادرات من الشباب ومن المجلس الوطني للسياحة ومؤسسات الدولة المعنية؛ لنعيش أحلى صيف في بلدنا ونساهم بوقفتنا هذه في إنعاش سياحتنا المحلية، ونرد الجميل ولو بقدر ضئيل لبلادنا الحبيبة قطر.