11 سبتمبر 2025

تسجيل

حقوق الإنسان في الإسلام (1-2)

24 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد جاءت الديانات السماوية كلها خاصة الشريعة الإسلامية لتحمي حقوق الإنسان في جسده وعقله وماله وعرضه وولده ودينه ونسله ومعتقده وخلقه وعزته وكرامته وحريته وحاضره ومستقبله.. بما يتناسب مع التكريم الذي خصّه الله تعالى بقوله: (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلا).. صدق الله العظيم. لقد قرر الإسلام مبدأ الحرية والكرامة والإنسانية فكان ملاذا للمستضعفين من محنة الرقّ الذي ألفته البشرية قبل الإسلام لدى أمم سابقة كاليونان والفرس والرومان ولم يكتف بإلزام الرفق بالعبيد واللطف في معاملتهم بل عمد إلى تصفية الرقّ القائم والتخلص منه وذلك من خلال إغلاق منافذ الرق التي كانت الحروب هي المنفذ الأكبر لها..فجاء التخيير للمسلمين المنتصرين بين العطف على الأسرى وإطلاق سراحهم من دون مقابل وبين قبول الفدية كما قال تعالى: (حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منًا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) صدق الله العظيم.وقد حض الإسلام مطلقا على عتق الرقاب حيث جعل ذلك من أسباب دخول الجنة فقال تعالى (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة، فكّ رقبة) وجعل عتق الرقاب من أهم أعمال البر حيث قال سبحانه (ليس البرّ أن تولوّا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البرّ من آمن بـالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب) صدق الله العظيم.بل إن الإسلام جعل عتق الرقاب من مصارف الزكاة حيث قال سبحانه وتعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب) صدق الله العظيم.وكما حرر الإسلام الإنسان من الرقّ الجسدي فقد أعطاه الحرية في اختيار الدين والاعتقاد لمّا قرر القرآن إعلان حرية التدين وحذّر من الإكراه في الدين فقال تعالى: (لا إكراه في الدين) وقال عزّ وجلّ: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)..ولم يفرض الإسلام القتال لإكراه الناس على الإسلام بل حاول أهل الشرك إكراه المسلمين على الشرك والكفر والردّة إذا أذن لهم الله بالقتال بعد كثير تحمل ليدفعوا عن أنفسهم الأذى لا ليكرهوا المشركين على اعتناق الإسلام قسرا ولكن دفاعا عن الدين وتحقيقا لحرية الاعتقاد..وكذلك حمى الإسلام النسل بحفظ الأعراض عن الزنا بما شرّع من حدود رادعة وبتحريمه الزنا فقال سبحانه وتعالى: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا).وحمى اليتيم وماله فقال: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن)، فلا يتصرف بمال اليتيم إلا بما يصلحه وينميه ويكون الإنفاق فيه لصالح اليتيم..وحمى الضعيف لمّا أمر بإحقاق الحق وإقامة العدل وحرّم الظلم فقال: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى). وقال: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان). وأحال الإنسان إلى ضميره وحذره من أن يأكل حق أخيه في حال أخطأ الحاكم في حكمه.. فالإسلام يحمي المغفلين وينصفهم على الأقل بخلاف القول المشهور "القانون لا يحمي المغفلين"..وحمى المرأة وكرامتها وأوجب لها حقوقها فقال صلّى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا". وقال لما سئل: ما حقّ زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبّح ولا تهجر إلا في البيت". فنهى عن مجرد التقبيح بقوله "قبّحك الله" حفاظا لكرامتها..كما تميز الإسلام بأن الحقوق فيه محفوظة في الدنيا والآخرة فينتصر الله للمظلوم ويقتصّ من الظالم فمن لم يعاقب على ظلمه في الدنيا لمنعه أو عدم كفاية الأدلة على إدانته أو غير ذلك فقد وضع الله له عقابا يوم القيامة. وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين