01 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول "غوستاف لوبون" في "روح الجماعات" إن الإنسان يصبح في إطار الجماعة "ساذجا تابعا للغريزة.. وفيه من سهولة التأثر بالألفاظ والصور ما لم يكن يتأثر به وهو خارج الجماعة..والسبب في ذلك أن الناس يتفاوتون في عقولهم لكنهم يتشابهون في مشاعرهم الفطرية، فإذا انضم بعضهم إلى بعض غلبت صفاتهم المشتركة على صفاتهم الخاصة وأصبح الحكم في الجماعة للمشاعر ولم يبق للعقل عليها كبير سلطان". ويكفي للتأكد من أن خداع الجماهير أسهل من خداع الأفراد أن نقارن "الرصانة" وربما "الحياد" العقلاني ونحن نشاهد عرضا مسرحيا منفردين. بشدة التأثر ونحن نشاهد العرض نفسه بين الجماهير، وهو ما تدركه السلطة في مصر، فتواصل تقديم "عروضها" الجماهيرية عبر منصة القضاء التي تلعب في السياسة دور "حصان طروادة". استخدم "حسني مبارك" هذه المنصة، وكان يرفع لافتة "عدم التدخل في عمل القضاء" طالما كان الحكم على هواه، ولافتة "الرئيس هو الحكم بين السلطات" كلما أراد التلاعب بحكم قضائي، مثلما فعل وهو يفرج عن الجاسوس الصهيوني "عزام عزام" متدخلا في الحكم لدرجة إهداره، مقابل مقتل "سليمان خاطر" و"محمود نور الدين" في السجن أثناء تنفيذ حكم من النوع الذي لا يتدخل فيه "مبارك"! وليس غريبا أن "المنصة" ظلت في خدمة "مبارك" وحاشيته حتى بعد مغادرته قصر الرئاسة، مستدرجة الجماهير إلى فخ الثقة في قدرتها على تحقيق القصاص وإعادة الحقوق المنهوبة، بإصدارها أحكاما أولية ضده بالسجن، حتى إذا ما اطمأنت الجماهير وغادرت ساحات الثورة، فوجئت بمطرقة المنصة الثقيلة تهوي على الرؤوس بأحكام البراءة المتلاحقة، معلنة أن الإدانة كانت حكما أوليا، أسقطته البراءة بحكم نهائي، فلا قصاص لمن قتل، ولا استرداد لما نهب. ولم ينس القاضي وهو يؤكد "إحكام الفخ" أن يختم كلامه بعبارة "عودوا إلى مقاعدكم" التي أصبحت "علامة مسجلة" لسذاجة الجماهير، ترجمها العوام في الشارع إلى "اتنيلوا على عينكم"! في السياق نفسه جاء الحكم "أوليا" بإيقاف تصدير الغاز للكيان الصهيوني، ثم "نهائيا" بالسماح بالتصدير، وكذلك الأحكام التي صدرت أولية لصالح العمال، ونهائية بإهدار حقوقهم. وأخيرا الحكم الخاص بتيران وصنافير، ومازلنا في انتظار "الجزء الثاني" منه، بعد أن أدى "الجزء الأول" مهمته وهي إخراج حدود مصر من الاستقرار، وتسليمها إلى القضاء يرسمها كيف يشاء! ***طرفة: اقترض جحا من جاره قدرا كبيرة، وحين ردها وضع معها قدرا صغيرة قائلا إن الكبيرة ولدته عنده. ثم اقترض جحا القدر ولم يردها، وحين ذهب الجار يسأل عنها قال جحا: للأسف قدرك ماتت. فقال الجار مستنكرا: عجبا، أَوَتموت القدور؟ فصفعه جحا برد يعلن نهاية الخدعة: لقد صدقت أنها تلد، وما يلد يموت.