11 سبتمبر 2025

تسجيل

الأجواء تدعو إلى تحفيز الطلب وتوازن السوق

24 يونيو 2015

لا شيء مثل عوامل ضعف الأسعار، والطقس، وأداء الاقتصاد في توفير أجواء تساعد في تحفيز الطلب على النفط، وفي هذا الإطار يأتي تقرير وكالة الطاقة الدولية ليؤكد أنه، ومنذ الربع الثاني من عام 2014، بدأ الطلب العالمي على النفط يشهد تحسناً ودعماً من تعافي الاقتصاد العالمي، والطقس، وضعف في مستوى أسعار النفط الخام، حيث تتوقع الدراسة أن يرتفع الطلب العالمي على النفط خلال الأشهر القادمة بـ 1.2 مليون برميل يومياً، ليصل إلى 94.3 مليون برميل يومياً خلال الربع الثالث من عام 2015، حيث سيأتي 1 مليون برميل يوميا من آسيا، 200 ألف برميل يوميا من إفريقيا، 200 ألف من الأمريكتين، 100 ألف برميل يوميا من منطقة الشرق الأوسط، في مقابل خفض بمقدار 300 ألف برميل يوميا في مستوى الطلب على النفط في الاتحاد السوفيتي السابق، عموم الأجواء تعني استمرار التركيز على السوق الآسيوية سواء لاحتياجاتها المتنامية، أو لأنها تضمن أسعار محققة تفوق كل الأسواق الأخرى تدور حول 2 دولار للبرميل.كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع الطلب على2015، في الصين من 10.4 مليون برميل يومياً في الربع الثالث من عام 2014، ليصل إلى 10.74 مليون برميل يومياً في الربع الثالث من عام 2015، بينما يرتفع في الهند من 3.67 مليون برميل يومياً خلال الربع الثالث من عام 2014 ليصل إلى 3.86 مليون برميل يوميا خلال الربع الأول من عام 2015.وهذا ما يفسر ارتفاع إنتاج الأوبك عند 31 مليون برميل يومياً حسب مصادر السوق المعتمدة لدي منظمه الأوبك، من دون أن يكون لذلك تأثير على أسعار النفط الخام بشكل كبير، وهذا له دلائل، أبرزها أن هناك تراجعاً في حجم المعروض من النفوط المتوسطة والثقيلة عند مقارنته بالطلب لهذه النوعية من النفوط خصوصاً مع وفره المصافي التي تمتلك قدرات تكسيرية وتحويلية عالية تتعامل، وتفضل تلك النفوط خصوصاً مع تعافي في هوامش أرباح المصافي، وتقدر وكالة الطاقة الدولية إجمالي الطاقة الإنتاجية للأوبك عند 34.7 مليون برميل يومياً، وهو ما يعني أن الطاقة الإنتاجية غير المستغله حالياً في السوق تصل إلى 3.7 مليون برميل يومياً، ورغم ذلك، إلا أن الاعتقاد السائد، بأنه حاليا أوبك تنتج بكامل طاقتها الإنتاجية وعدم توفر طاقة إضافية هو ما يدعم أسعار النفط في السوق النفطية.وقد تراجعت أسعار النفط بعد تناقل أنباء حول استعداد المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاجها مجددا إذا لزم الأمر بما قد يزيد من تخمة المعروض، وسط تباطؤ الاقتصاد العالمي، قد يُوقف المكاسب التي حققها النفط الخام، والذي تزامن أيضا مع قوة قيمة الدولار الأمريكي.مازال يتأرجح برنت حول 63 دولارا للبرميل، مقابل 65 دولارا للبرميل خلال شهر سبتمبر 2015 وهو ما يعني استمرار لحالة الكونتانغو في السوق، وإن كانت الفروقات تتقارب وتتقلص، ولكن المؤشر يشير إلى أن السوق حالياً مازال يتسم بوفرة في المعروض مقارنة مع التوقعات خلال الأشهر القادمة.بينما تتحرك أسعار دبي حول 62.75 دولار للبرميل، مقابل 63 دولارا للبرميل خلال شهر سبتمبر 2015، وهو يقدم مؤشرا بأن أسواق الشرق تشهد ضعفاً طفيفاً من خلال تقلص الفروقات، والتي توحي بثبات الأسعار خلال الأشهر القادمة، وهو وضع ترقب لحالة السوق في آسيا وسط توقعات بمزيد من المعروض خلال الأشهر القادمة.بنك دويتشي يقرر بأن مستوى المخزون النفطي الأمريكي قد سجل أدنى مستوى أسبوعي للمخزون النفطي منذ شهر يوليو 2014، وأن السحوبات من المخزون استمرت للأسبوع السادس على التوالي، ولكن المخزون يبقى على وجه العموم عاليا بمقياس مستوى السنوات السابقة، ويتوقع البنك ضعفا في السوق خصوصاً إذا ما استمر إجمالي إنتاج الأوبك عند 31 مليون برميل يومياً خلال الأشهر القادمة، ويشارك هذه التوقعات أيضاً وكالة الطاقة الدولية.ورغم انخفاض إنتاج النفط الصخري بـ 44 ألف برميل يومياً في شهر مايو 2015، وتوقعات استمرار الانخفاض إلى بداية عام 2016، وأن الخفض يكون بمقدار 72 ألف برميل يومياً في شهر يونيو 2015 حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إلا أن إجمالي إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الخام قد سجل مستوى جديدا من الإنتاج عند 9.6 مليون برميل يومياً مع بداية شهر يونيو 2015، ورغم استمرار خفض في عدد أبراج ومنصات الحفر حيث انخفضت إلى 638 مع نهاية الأسبوع 12 يونيو 2015 مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2014 عند 1544، إلا أن تحسين كفاءة أبراج الحفر يسهم في رفع الإنتاج بصفة عامة.وعلى صعيد متصل، تدعو خطط رفع الإنتاج في العراق ليصل إلى 6 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2020 حسب تصريحات منسوبة لوزير البترول العراقي ونقلتها نشرة ميس الأسبوعية المتخصصة، وهو مؤشر يؤكد ما ذكرناه سابقاً من أن السنوات الخمس المُقبله تشهد زيادة في المعروض وضغوطاً على الأسعار.وتتوافق آراء المراقبين في سوق النفط حول بقاء أسعار نفط خام برنت عند المستويات الحالية، مع استراتيجية ترك مستويات الأسعار تحددها السوق النفطية، مما يرجح بقاؤها تدور حول 60 دولارا للبرميل في ضوء استمرار ارتفاع الإنتاج من الأوبك وتوقع رفع بعض الأعضاء القدرات الإنتاجية، نجاح النفط الصخري في التأقلم مع أجواء ضعف الأسعار من خلال خفض تكاليف الإنتاج ورفع كفاءة الحفر وبالتالي النجاح في إطالة استمرار المعروض من النفط الصخري كلاعب أساسي في سوق النفط، علاوة على مشاريع تطوير تنجح في توفير نفط جديد.ولكن تبقى عوامل في السوق تمثل داعماً قوياً للأسعار وهي العوامل الجيوسياسية في مناطق الإنتاج، وتوقيت وحجم النفط الإيراني للسوق النفطية.