13 سبتمبر 2025

تسجيل

القطاع الصحي إلى أين؟

24 يونيو 2013

مقالنا اليوم عن ما يحدث في هذا القطاع المهم في كل الدول، فعلى الرغم من أهميته فإننا هنا وفي دولتنا الحبيبة لانرى فيه أي تقدم أو تطور بل بالعكس، فنحن لانرى سوى ضعف وانحدار وأخطاء فادحة تذهب فيها ارواح غالية علينا، وذلك لأسباب كثيرة لاتعد ولاتحصى، قد يكون من أهمها عدم المراقبة والمحاسبة والسؤال من قبل المسؤولين وقد يكون أيضا بسبب التوظيف العشوائي وتحريك فيتامين واو (الواسطة) لكل الكادر الإداري والطبي. ومما يؤسف ويحزن أننا حينما نذهب لهذه المستشفيات بجميع تخصصاتها نرى مايذهلنا من تنسيق وديكور وتزيين مما يعمي العيون، ويعتقد الشخص فينا لوهلة أنه قد أخطا في العنوان وذهب لأحد الفنادق الفخمة، وفي الحقيقة إنها قد فاقت في الجمال هذه الفنادق. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا كل هذا التكلف والمبالغة وإهدار المال العام؟ في حين أن أي مكان صحي في العالم لاتزينه سوى البساطة والنظافة والاهتمام، فالمريض عندما يذهب إلى المستشفى لايبحث عن كل هذا التكلف والمبالغة بل يبحث عن الأمان والراحة والشفاء والاهتمام، ولكن هيهات!! ديكور فخم وجدران مطلية بألوان رائعة وأجهزة نداء متنوعة وكراسي فخمة كل ذلك نراه، ولكن في المقابل نفوس متذمرة مريضة من موظفين وأطباء لامبالية بهؤلاء المرضى، ناهيك عن المواعيد الطويلة الأجل وكأننا في الصين الشعبية أو قد تفوقنا عليها في العدد، ورغم طول الأجل في المواعيد فقد تلغى أو تؤجل بكل بساطة، ولأي سبب من الأسباب دون مراعاة لهذا المريض أو حالته أو سنه، بل الويل لك إذا اعترضت أو ناقشت فسوف تقابل بهجوم من قبل من ليس في مكانه المناسب، بل لعب معه الحظ لعبته هنا. فما نراه يحدث في هذا القطاع الحساس يدمي القلب ويشيب له الرأس، وعلى سبيل المثال، مايحدث في مستشفى القلب الذي فرحنا كثيرا بافتتاحه واستبشرنا خيرا، ولكن ماحدث ويحدث كل يوم لهو أشد وقعا ومرارة على النفس، فكم من مريض ذهب ورحل بسبب الأخطاء الفادحة في هذا المستشفى بالذات ـ مستتشفى القلب ـ للأسف الشديد، والأحداث التي نسمعها أو نراها بأنفسنا تشهد على ذلك. ومن الملاحظ في مستشفى القلب أن أغلب الكادر الطبي أو الإداري من جنسية عربية واحدة وكذلك اللامبالاة في حالات المرضى وخطورتها، والتركيز في العمل على الممرضات فقط، فهن اللاتي يقمن بدور الطبيب في كل شيء حتى إن الطبيب يأخذ تفاصيل حالة المريض وعلاجه من هذه الممرضة، والأدهى من ذلك أن هذا الشيء يحدث في غرف العناية المركزة، ناهيك عن الزوار لهذه الغرف الخطرة فليس هناك مواعيد ولا التزام ولاتعقيم، وكأن لسان هؤلاء ـ مُدّعي الطب ـ يقول إن هؤلاء المرضى هم ميتون لامحالة. فالطبيب في الصباح لايشخص المريض إلا من خلال الممرضة وفي الليل الطبيب يقضي مناوبته نائما طوال الليل متحججا بحجته المعهودة (إذا فيه شيء صحوني) وهنا سؤال يطرح نفسه أيضا كيف لإنسان نائم وفي عز نومه أن يستيقظ ويباشر حالة المريض الخطرة والذي في العناية الفائقة بكل تركيز وحرص؟ ناهيك عن الذي يكون أصلا في منزله بتغطية من ممرضاته، حيث لاحسيب ولارقيب سوى رب العالمين. فالذي يذهب إلى هذا المستشفى وخاصة في الليل لايرى سوى المرضى على الأسِرّة وفي غرف العناية المركزة وصوت أجراس الخطر تقرع وبصوت مسموع ولا أحد يجيب، وأنوار مطفية وممرضات يتجولن في الممرات أو في الأسفل يتناولن الوجبات ويتبادلن الأحاديث والضحكات، وما أكتبه في هذا المقال ليس من فراغ ولكن من واقع مرير خضت تجربته بنفسي، وأنا على يقين أن كل من جاء لهذا المستشفى بنفسه أو مع قريب، لهو مصدق لما كتبته الآن. فهذا هو مايحدث في المستشفى. رعب لاينتهي وأرواح تذهب ضحية الإهمال وسوء الإدارة وعدم المراقبة للجميع من إداريين وأطباء. وفي الختام نناشد المسؤولين تسليط الضوء على مايحدث في هذه المستشفيات وبالأخص مايحدث في المستشفى ـ السالف ذكره ـ فهذه مسؤولية كبيرة وأرواح تذهب بدون سبب على يد هؤلاء، رغم وجود الأجهزة المتطورة التي قد لاتوجد في أفخم المستشفيات في العالم، ولكن أجهزة متطورة مع كادر طبي سيء وقلوب لاتعرف الرحمة أو الخوف من الله؛ لن يكون لها أي نفع، هذا والله من وراء القصد.