13 سبتمبر 2025
تسجيلكتاب أنيق الطبع شامل المعلومات دقيق الأرقام يحمل غلافه صورة مؤسس نهضة قطر الحديثة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتصدر هذا الكتاب القيم كلمة تكريم من خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم ، وهي بصدقها وعفويتها تشكل برا من الولد بالوالد واعترافا بأفضال من كرس حياته لخدمة شعبه وتمكينه من قيادة مصيره وتحقيق غاياته في التنمية والتميز وخوض غمار القرن الحادي والعشرين بروح متوثبة رائدة في جميع المجالات. يقول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم : "لقد رفع سموه اسمنا عاليا وفي عهده استمدت بلادنا قوتها من فعل الخير ونصرة المظلوم وإصلاح ذات البين واستطاع الوالد أن يحقق ثورة هادئة ومتدرجة وشاملة في كل مفاصل الدولة القطرية بلا استثناء: الاستثمار والاقتصاد والاعلام والثقافة والسياسة الخارجية والتعليم والصحة والرياضة والبيئة ليصنع في بضع سنين معجزة حقيقية في المنطقة ويقدم أنموذجا فريدا لشعوبها وإننا نسجل بمداد من فخر لسموه أن فترة حكمه تمثل مرحلة فارقة في تاريخ قطر". هذا جزء من كلمة سمو الأمير عن والده حفظهما الله ورعاهما بالصحة والتوفيق وطول العمر، وقد كتب الله سبحانه لي أن أكون شاهدا من جملة آلاف الشهود على صدق وحقيقة كل كلمة قالها عن والده حيث أقمت في هذا البلد الأمين أكثر من ثلث قرن منذ جئته سنة 1991 أستاذا زائرا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وألقيت على منبرها محاضرة حول العلاقات بين الإسلام والغرب من الحروب الصليبية الى معارك التحرير من الاستعمار ثم استقررت بالدولة لاجئا إليها من مظالم استبداد نفانا أنا والصديق رفيق المنافي والنضال محمد مزالي رئيس وزراء بورقيبة وكنا مطلوبين من (أنتربول) في سنوات الجمر، فكانت قطر العزيزة ملجأنا وملاذ عديد الملاحقين المثقفين الشرفاء من مصر وسوريا والعراق والتحق بالمظلومين في أواسط التسعينيات أبو الوليد خالد مشعل ورفاقه من حماس بعد محاولة اغتياله من الموساد ونجاته منها بإطلاق سراح الشيخ الشهيد أحمد ياسين. وفي قطر "كعبة المضيوم" أي كل من أصابه الضيم فعملنا في أمن من الملاحقات والسجون وساهمنا في جهود قطر التربوية والأكاديمية والثقافية بما استطعنا ردا لبعض جميل قيادتها المتمثلة أساسا في جرأة ومروءة رجل في قامة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة واستمرار تلك الفضائل مع سمو الشيخ تميم بن حمد، مما جعل ريادة قطر في جميع المجالات متواصلة ومتصاعدة ومعترفا بها إقليميا وعالميا. ** ونعود لكلمة صاحب السمو الشيخ تميم فنقرأ: "بفضل إنجازاته الكبرى وتفانيه في خدمة وطنه وأمته وبفضل شخصيته الفريدة التي تجمع بين الحكمة والعاطفة وحسن التدبير والتخطيط من جهة والعفوية المميزة من جهة أخرى يحظى سموه بكل هذه الشعبية والمحبة ونحتفظ له بهذه المكانة الخاصة في قلوبنا جميعا. لقد تولى سمو الوالد القيادة في قطر حين كانت دولة عالقة في الماضي غير قادرة على النهوض والتطور واستثمار ثرواتها وتعاني من بنى تحتية ضعيفة ومستوى معيشي متواضع نسبيا فوضع سمو الرائد مشروعا إصلاحيا وتنمويا تضمن رؤية القائد وثقة لا حد لها في شعب هذه البلاد وكان عنصر الإقدام والمجازفة المحسوبة فيه قائما ولولا هذا الإقدام لما تمكنت قطر من تحقيق كل هذه الإنجازات وإرساء البنية التحتية لصناعة النفط والغاز ثم غادر منصبه في خطوة فريدة بل غير مسبوقة وهو منتصب القامة وقطر دولة متطورة ذات مرافق ومؤسسات حديثة يبلغ فيها معدل دخل الفرد أعلى المستويات في العالم. ** “ويضيف صاحب السمو الشيخ تميم في هذه الكلمة البارة تعريفات ضرورية بالوضع الذي تسلم فيه هو قيادة المسيرة بإرادة سمو الأمير الوالد فيقول: غادر سموه منصبه وقطر أشبه ما تكون بورشة بناء لا يتوقف وعلاقاتها السياسية والاقتصادية متعددة ومتوازنة ومتنامية ومجتمعها آمن ومستقر تكاد تنعدم فيه الجريمة. لقد تحولت قطر من دولة بالكاد يعرف البعض موقعها على الخارطة الى فاعل رئيس في السياسة والاقتصاد والاعلام والثقافة والتعليم والرياضة على مستوى العالم". وختم سمو الأمير كلمته بشرح قرار والده باختتام فترة حكمه وهو في قمة عطائه مؤكدا أن هذا القرار الحكيم سببه راجع لإيمانه بضرورات التغيير وتعاقب الأجيال فتسلم الشيخ تميم ولي العهد المشعل من الوالد راجيا أن يكون أهلا للثقة الأبوية الغالية بالقدرة على مواصلة الطريق الذي شقه هذا الرجل الاستثنائي باني دولة قطر الحديثة ورائد نهضتها. ** ثم يقرأ قراء هذا الكتاب الحدث ما خطته أقلام مؤلفيه المختصين الباحثين الأوفياء من الحقائق التاريخية فيحللون تعاقب الصعوبات والأزمات التي اعترضت مسيرة حكمه والتي تجاوزها بالحكمة والواقعية ولكن أيضا بالجرأة ومواجهة التحديات حينما تشتد بعض الخلافات أو الاختلافات إقليميا وعربيا وعالميا وهو مما ضمن دائما خروج قطر منتصرة على الأزمات شامخة الهامة في عالم لا يتسامح مع الأيدي المرتعشة والنفوس المترددة وكانت مواقف دولة قطر بقيادة أميرها تعتمد على الشرعية الدولية وقيم الإنسانية والإصرار على الحق ونصرته مهما كانت التيارات السائرة عكس اتجاه التاريخ والحضارة وثبت ذلك على مدى العشريتين في قضية العرب والمسلمين المركزية قضية الشعب الفلسطيني، كما ثبت ذلك في الزيارة التي أداها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة الى غزة لكسر حصارها وطمأنة شعبها أنه ليس وحده ونفس المواقف تأكدت في أزمات السودان ولبنان وأفغانستان وهي المواقف التي استمر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد في الحفاظ عليها كأنما هي أمانة تجب المحافظة عليها من جيل الى جيل وهو ما رفع راية قطر شاهقة بين الأمم. ** ويشرح مؤلفو الكتاب الغاية من تأليفه فيقولون بأن غايته هي معالجة العديد من الموضوعات وإلقاء الضوء على أسباب الأزمات وبلوغ إدراك المواطن لعوامل النجاح من خلال مواقف صاحب السمو الشيخ حمد والتي يواصلها صاحب السمو الشيخ تميم بروح من الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الغلو والتطرف وتوسيع افاق الحوار وتفعيل تحصين الذات والثقة بكفاءة الشعب القطري بأجياله الراهنة والمستقبلية وانعكست تلك المبادئ على سيادة الدولة فعززتها وعلى مستوى عيش الشعب مواطنين ومقيمين، فطورته بل جعلت الشعب القطري يصنع مصيره بوعي وعقل فاعل وهو ما بوأ قطر اليوم عام 2024 موقع الريادة والتميز في جميع المجالات. ** تلك هي القوة الناعمة التي استعملها وتسلح بها قائد مسيرتها وبطل نهضتها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة رعاه الله وبيض وجهه وجزاه عنا جميعا ألف خير. ولعل أفضل ما نختم به مقالنا هو ما كتبه يوم الأربعاء في (الشرق) السيد عبد الرحمن بن حمد العطية الشاهد على تلك الملحمة عن تسليم السلطة الى ولي العهد حيث كتب: "في خطوة تاريخية ووطنية ويوم مشهود عزز سموه خطاه التي انطلقت من رؤيته الوطنية التجديدية الإصلاحية التي تؤمن بدور الشباب في التغيير، في خطاب تنازله وتسليمه مقاليد الحكم لحضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 25 يونيو 2013، حيث استهل سموه خطابه مخاطبا شعبه بقوله (نحن نستعد لدخول عهد جديد في تاريخ وطننا، وقد أردت أن أخاطبكم أولاً إذ أنتم أصحاب هذه الأرض الطاهرة وحماتها وبناة نهضتها وصانعو مستقبلها).