14 أكتوبر 2025
تسجيلدعت المملكة السعودية إلى عقد قمتين عاجلتين في مكة المكرمة قمة عربية وقمة خليجية بغية تشكيل حلفين لمواجهة إيران! وكما يعلم الجميع فإن أجراس حرب بدأت تقرع من واشنطن لمزيد توتير الجو في الخليج وتهديد طهران بالويل والثبور وعظائم الأمور، وكما يعلم الجميع فإن قعقعة السلاح ونصب الصواريخ وحلول حاملة الطائرات (أبراهام لنكولن) هي عمليات يعتبرها الرئيس ترامب صفقة مالية مدفوعة الفواتير على داير مليم من الخزانة السعودية والإماراتية، حيث نشر موقع البنتاغون (ألانايت غروب) هذا الخبر عن تسديد فواتير حاملة الطائرات (أبراهام لنكولن) من المال السعودي والإماراتي وهو ما لم يكذبه المعنيون بالأمر. وقال موقع ألانايت غروب: هَرعت كل من أبوظبي والسعودية لاستقبال خبر تصعيد الخلاف الإيراني - الأمريكي بكثير من الحَماسة وبدأت قنواتهما الإعلامية والدبلوماسية بالحديث عن ضربة عسكرية لإيران كما ساهمتا عبر الاتهام المُباشر لإيران بحادثة الفجيرة في تأجيج الأوضاع وزيادة حدة التهديدات المُتبادلة بين طرفي النزاع في وقت تَكررت الإشارات المُباشرة من الرئيس الأمريكي ترامب لمن سيدفع نفقة توجه حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن نحو بؤرة التوتر في الخليج وذكر أمام ناخبيه أنه هاتف الملك السُعودي سلمان بن عبد العزيز مُطالباً إياه بدفع ثمن الحماية الأمريكية للسعودية، وقال له إن قواته تتحمل الكثير من النفقات لحماية بلاده وأن عليه أن يغطي التكاليف. كما أن أبوظبي تلقت بدورها إشارات مُبكرة من الولايات المُتحدة الأمريكية حول من سيدفع فاتورة انتقال حاملة طائراتها نحو الخليج وأن عليها أن تُساهم مع السُعودية في تكاليف نقل مزيد من القُوات أمريكية إلى الخليج، حيث إن ترامب لم يفُته التذكير بأن أي جندي أمريكي سيتحرك نحو منطقة ما في العالم فإن الجهة أو الدولة الأكثر حماسة ستدفع تكاليف بقائه مهما طالت في الوقت الذي تغفل فيه أبو ظبي ذكر ما سيترتب عليها وعلى حليفها السعودي من نَفقات عسكرية هائلة حتى في حالة جمود التصعيد بدون حرب وبقاء حاملة الطائرات الأمريكية ومُلحقاتها على أُهبة الاستعداد في مياه الخليج.. (842 مليون دولار سنويا)! وحق للعرب وللخليجيين خاصة أن يسألوا:» قمة عربية بأي عرب؟ وقمة خليجية بأي خليجيين؟ لأننا إذا قرأنا الأحداث الأخيرة بعيون موضوعية حيادية أدركنا أن ضرب محطة ضخ النفط السعودية شرق الرياض بطائرات (درون) الانتحارية المفخخة بتلك الدقة المدهشة وتخريب البواخر الناقلة للنفط أمام الفجيرة هما عمليتان نوعيتان مهما كان منفذهما فالحوثيون تبنوا قصف الأنابيب وبقي تخريب الناقلات يتيما بدون معترف بل أدانته طهران وتبرأ منه الحوثيون مما يزيد الشكوك بأن الفاعل قوة مستفيدة من تأزيم الوضع من خارج دول الخليج بل من خارج العرب! ومن أجل حشد الخليج والعرب ضد العدو الجديد (إيران)، دعت الرياض الى عقد القمتين وهنا لا بد من بيان حقائق دامغة جغرافية وتاريخية وسياسية علينا ألا نغفل عنها وهي 1) الجمهورية الإيرانية ليست إيران كما ترسمها الخريطة الجغرافية بحدودها المعترف بها لكن إيران الفارسية القديمة بعقيدتها الشيعية موجودة بكل حضورها وقوتها خارج الحدود الإيرانية فاليمن مثلا هو اليوم ورغم أربع سنوات من حرب السعودية والامارات ضده واقع تحت سيطرة الحوثيين الموالين عقيديا لإيران. 2) أما العراق فكما يعلم الناس أكثر مواطنيه شيعة بل لديهم جيش يسمى (الحشد الشعبي) قوامه 120 ألف مقاتل شهد لهم العالم بالقضاء على قوات داعش التي احتلت أكثر من نصف العراق سابقا وهذا الحشد الشعبي تحول الى مؤسسة رسمية تحت أمر الدولة العراقية ولديه حاضنة شعبية واسعة يؤطرها الإمامان الصدر والسيستاني! 3) أما البحرين فحدث ولا حرج وقد كانت كلها تحت الشاهنشاه ثم استقلت ولم تنجح الأسرة الخليفية الحاكمة في وقف نزيف العنف ولا في فرض الأمن! 4) أما لبنان فان حزب الله الذي حرر جنوب لبنان من إسرائيل أصبح جزءا من الدولة وهو يمثل الطائفة الشيعية من أعلى هرم السلطة الى برلمانها الى حكومتها! 5) وفي سوريا يعول نظام الأسد المتهالك على إيران بمعاهدات رسمية! 6) ثم من ستدعو الرياض للقمة من ليبيا؟ حفتر أم السراج؟ ومن الجزائر من ستدعو قائد الأركان أو زعيم المنتفضين عليه ومن السودان المتخبط في معضلاته من سيمثل الخرطوم؟ وقد تعاقب على كرسي العسكر في ظرف شهر أربعة رؤوس أمام حشود غير معترفة بهم؟ 7) أما الخليج فيجب استثناء قطر المحاصرة كيديا منذ سنتين كما أن الكويت وسلطنة عمان غير معنيتين بخيارات الرياض ويفضلان الحلول الخليجية الوفاقية عوض التصعيد والحرب! هنا يتبين لنا حجم العبث الصبياني بمصير الخليج والعرب أمام صفقة قرن مشبوهة ومغشوشة! [email protected]