18 سبتمبر 2025

تسجيل

إعدام أيتام غزة

24 مايو 2015

يرزح قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي المصري الخانق منذ 9 أعوام، وهو حصار يكاد يمنع الهواء على 1.8 مليون فلسطيني يعانون من شظف العيش وصعوبة الحياة والمعاناة على الأصعدة كافة، فهم يواجهون العدوان الإسرائيلي والعربي "السيسي وحلفائه"، وعدوانا فلسطينيا يتمثل بسلطة محمود عباس ميرزا القابع في رام الله.الآن يدخل الحصار على غزة طورا جديدة، مع منع التحويلات المالية إلى 31 جمعية خيرية ورفض فتح حسابات لأكثر من 50 جمعية أخرى تكفل 40 ألف يتيم وفقير في غزة وتقدم لهم معونات شهرية تتجاوز 2 مليون دولار، وهي حلقة جديدة من حلقات ذبح قطاع غزة وذبح الفلسطينيين الغزاويين.أثناء زيارتي إلى غزة رأيت ما تقدمه إحدى هذه الجمعيات "جمعية الكتاب والسنة" التي تعول مئات الأسر وتقدم لهم مساعدات مالية ومواد الغذائية وطبية، وتدير مدارس ومزارع وأفرانا من أجل توفير المال لمساعدة عائلات الشهداء والأيتام والفقراء والمحتاجين.وكل الفلسطينيين في قطاع غزة يمكن تصنيفهم على أنهم فقراء ومحتاجون، ويكفي أن أشير إلى أن "المرصد الأورورمتوسطي» لحقوق الإنسان ومقره جنيف عن الوضع الإنساني في غزة يؤكد أن 80% من الأسر في قطاع غزة تعتمد في تدبير حياتها على المساعدات الخارجية بسبب الحصار الذي يدخل الشهر المقبل عامه التاسع."بنك فلسطين" أغلق حسابات هذه الجمعيات الخيرية بطريقة غير مفهومة وغير مبررة، مما أثار موجة من الاحتجاجات والاعتصامات من قبل الأيتام والمعاقين وعائلاتهم، الذين قطعت مواردهم المالية وليس لديهم أي بديل آخر.تتحمل سلطة محمود عباس ميرزا في رام الله مسؤولية هذا العمل المشين والمخزي، وكان يجدر بهذه السلطة أن تدفع رواتب شهرية للمعاقين والأيتام وأن تساعدهم، لا أن تقطع مساعدات الجمعيات الخيرية عنهم.ما يجري من قبل سلطة عباس عملية ممنهجة لخنق قطاع غزة بشكل كامل وهو يتساوى مع تصريحات محمود الهباش مستشار رئيس سلطة رام الله للشؤون الدينية والإسلامية التي دعا فيها إلى "القتال ضد حركة حماس وعدم الرأفة بأعضائها، واصفًا إياهم في خطبة الجمعة بالخوارج والكفار"، في الوقت الذي لم يتورع فيه عن القول إن "الدم الإسرائيلي اليهودي غال مثل الدم الفلسطيني"، في مفارقة خطيرة تجعل من الدم الإسرائيلي أغلى من الدم الفلسطيني في غزة.الوضع في غزة خطير جدا فقد حذر مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط من أن سكان غزة يشعرون باليأس والغضب إزاء محنتهم، وقال إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية قادرتان على منع انفجار داخلي في القطاع المطل على البحر المتوسط، ووصف نيكولاي ملادينوف في تقرير موجز لمجلس الأمن الدولي الحياة في غزة بأنها" يائسة وغاضبة". أما البنك الدولي فقال في تقرير قبل يومين إن قطاع غزة "على حافة الانهيار" وإن سكانه البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة يعانون من الفقر والعوز، وأشار إلى أن "صادرات غزة شبه منعدمة والقطاع الصناعي انكمش بنسبة 60 بالمائة، وأن الاقتصاد عاجز عن البقاء بدون اتصال مع العالم الخارجي"، وأكد أن 43% من اليد العاملة في القطاع تعاني من البطالة، وأن دخل الفرد نقص بنسبة 31% مقارنة مع عام 1994 وأن القطاع الصناعي انكمش بنسبة 60% خلال عقد من الزمان، وحذر من أزمة مالية خطيرة، وقال البنك الدولي: إن الحصار "المصري الإسرائيلي" يترك آثارا مدمرة على قطاع غزة، في حين أعرب صندوق النقد الدولي عن قلقه من بطء إعادة الإعمار في غزة بسبب الحصار المزدوج "المصري الإسرائيلي"، وهذه الأوصاف لصندوق النقد والبنك الدوليين.لا بد من رفع الحصار على قطاع غزة، فخنق 1.8 مليون فلسطيني لمدة 9 سنوات وصمة عار في جبين العرب قبل إسرائيل والغرب، وعلى سلطة عباس ميرزا أن "تخجل" من نفسها، وأن تعتبر الدم الفلسطيني في غزة "غالي" مثل الدم اليهودي الإسرائيلي على الأقل، وأن تتوقف عن المشاركة في الحصار المصري الإسرائيلي المفروض على "الفلسطينيين" في القطاع.