13 سبتمبر 2025
تسجيل* منذ العصر الجاهلي ارتبطت أسماء بعض الشعراء بأسماء محبوباتهم، لدرجة أن بعض الشعراء تمت تسميتهم وتعريفهم بأسماء محبوباتهم وملهماتهم الشعر أمثال: جميل بثينة وكثير عزه ومجنون ليلى وقيس ولبنى وغيرهم، فأصبحت هؤلاء النسوة ملهمات الشعر لأولئك الشعراء الذين تَيَّمهم الحب والعشق، ومن أولئك الشعراء الشاعر الجاهلي امرؤ القيس الذي أحب ابنة عمه عنيزة أو "فاطمة" كما لقبها في إحدى قصائده. ويروى أنه رأى حبيبته ذات يوم مع سرب من العذارى يتنزهن قرب غدير، فجلس معهن يومه ثم قام بذبح ناقته فأكلن من لحمها، ويقول امرؤ القيس في معلقته الشهيرة يصف ذلك اليوم:ويومَ عَقَرْتُ للعَذَارى مطيَّتيفا عجباً من كورها الـمُتَحمِّلفَظَلَّ العَذَارى يرتمينَ بلحمهاوشَحمٍ كَهُدَّابِ الدَمْقسِ الـمُفَتَّلِويومَ دَخَلْتُ الخِدرَ فِدرَ عُنيزةٍفقالت لَكَ الويلاتُ إنَّك مُرجِليتَقولُ وقد مالَ الغبيطُ بنا معاًعَقَرْتَ بعيري يا امرأَ القَيسِ فانْزِلِ * وهو القائل في ملهمته فاطمة هذه الأبيات:أَفَاطِمَ مَهلاً بعضَ هذا التَّدَلُّلِوإنْ كنتِ قد أَزْمَعْتِ صَرمي فَأَجمليوإنْ تَكُ قد ساءَتكِ منِّي خَليقةٌفَسلِّي ثيابي من ثيابكِ تَنْسُلِأَغَرَّكِ منِّي أَنَّ حُبَّكِ قاتليوأَنَّك مهما تَأْمري القَلبَ يَفْعَلِتَسَلَّتْ عماياتُ الرجالِ عن الهَوَىوليس فؤادي عن هَواكِ بِمُنْسَلِوما ذَرَفَتْ عَيناكِ إلا لِتَضربيبسهميكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ * لما قصد امرؤ القيس قيصر الروم بوستنيانوس في القسطنطينية أملاً في استرجاع ملكه والثأر ممن قتل والده، التقى بابنة القيصر الرومي "ماريَّه" فشغف بها وهي كذلك، وقد سجل لك في معلقته عن مارية والمرآة "السجنجل" حيث قال عنها:مُهَفْهَفَةٌ بيضاءُ غيرُ مُفَاضَةٍتَرائبها مَصقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِتَصُدُّ وتُبدي عن أَسيلٍ وَتَتَّقيبناظرةٍ من وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِوجِيدٍ كجيدِ الرئمِ ليس بفاحشٍإذا هي نَصَّتْهُ ولا بِمُعَطَّلِوفرعٍ يزينُ المتنَ أَسود فاحمٍأَثيثٍ كقِنْوِ النَّخْلَةِ الـمُتَعَثْكِلِوسلامتكم...