24 سبتمبر 2025
تسجيل• نهضة أمة مصطلح أطلق على المشروع الوقفي لنصرة هذا الدين بهذه الأمة، أمة اقرأ، أمة العلم والإيمان، مصطلح من تفكر فيه وتدبره اقشعر له بدنه إجلالاً وارتعدت فرائصه خوفاً من فوات المشاركة فيه، واشرأبت له الأعناق شوقاً وتطلعاً لذلك الزمان، مصطلح يلامس سويداء القلب فتترقرق له العيون وهي تتأمل ذلك اليوم الذي تسود فيه أمة السلام والاسلام ويسعد في ظلالها الانسان، انه الوقت الذي تهفو له النفوس عل الله يمهلها فتشهد بأم أعينها ما تقر به وقد مكنوا من خلافة أرضه واستصلاحها والنهوض بكل ما فيها. • "إنه وقف نهضة الأمة" الداعي له ثلة من العلماء الأجلاء وعلى رأسهم العالم الجليل شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي والقائم عليه هيئة كبار العلماء والمكان "قطر" بلد الخير والعطاء والأمان، وأول المتبرعين هو القائد الكريم المقدام لكل عمل خير أمير البلاد رعاه الله، فلماذا هذا الإحجام وهذا الزهد الذي ظهر بادياً في المشاركة في هاتين الليلتين المباركتين للعشاء الخيري، فليس الدعاة إليه فساقاً وليس المشروع رقصاً وغناءً وليست الهيئة مجهولة مشبوهة وليس البلد المقام فيه بلد ظلم وجور يخاف على الأوقاف الاسلامية فيه من قبضتهم وتسلطهم. • فهل يعقل أن يكون ريعها لم يتجاوز الأربعين مليوناً وهي أمة كثير من أفرادها يملك المليارات، وهل يعقل أن تكون بنوك تحوي أرصدتهم أرجأ لهم من بنك إلهي تتضاعف فيه حسناتهم ويتبارك فيه حلالهم حتى يزهدوا في المعروض ويترددوا في الممدود ويتركوها لولي العهد حفظه الله سليل الكرم ومنتج التربية الحسنة ليكمل ما بدأه والده ولتستحوذ هند بنت حمد "الشيخة الناشئة بنت النشأة المباركة والغرس الحميد" على الخير كله في غياب ملحوظ لكثير من الأسماء والشخصيات ومن أحسن الظن فيهم ورصت أسماؤهم في قوائم الخيرين من هذا البلد. • ألم يدرك هؤلاء -خاصة المدعوين- الخسارة الكبرى في الغياب عن مثل هذه الأماكن التي يحب الله أن يرى عباده فيها؟ ألم يعوا أن الغياب عنها مؤشر لقصر البصيرة عن فهم حاجيات الأمة وأسباب نصرها؟ ألم يتدبروا قول الله سبحانه وتعالى (....... وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِح إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"؟ • أليست نهضة الأمة من إغاظة الكفار وهو ما يؤرقهم ويعملون على إعاقته، أليس من الأجدى أن يقف كل فرد من نفسه موقف المحاسبة والمصارحة والتأديب وكيف تضع هذه النفس العراقيل والحجج عن ريادة مثل هذه الأماكن والمشاركة في مثل هذه المناسبات في حين تسهل ما سواها وما يكون عادة إثمها أكبر من أجرها؟ • أليس من الأجدى بهم أيضاً أن يتأملوا تلك الأرصدة ويحددوا ما نصيبهم الفعلي فيها ويستأمنوها ربا كريما، فيجدوا بها سعادة في حياتهم وتيسيرا لأمورهم يحتاجها الانسان خاصة حين تبلغ الروح الحلقوم وتنصب الموازين. • ختاماً: من مؤشرات نهضة الأمة، كثرة سواد الأمة وبياضها (رجالها ونسائها) في تجمعات الخير ومحافلها كما هو الآن تجمع نسائهم في صالات الأفراح ورجالها في مدرجات الملاعب. وأن يكون حرصهم على أداء صلاة الفجر في المساجد كحرص رجالهم على اثبات دوامهم وكاهتمام نسائها بإيقاظ أبنائهن لمدارسهم، وستنهض الأمة عندما تكون مشاعر الزهو والفخر عند رميهم للدولارات والريالات على رؤوس المعاريس والراقصات لتداس بالأقدام هي مشاعرهم وهم يتسابقون بدفعها في مشاريع الخيرات لتبنى بها أبراج الأوقاف. • من مؤشرات نهضتنا أن تكون العادة واللهفة لقراءة كتاب الله كما هي عادتنا ولهفتنا لتصفحنا الصحف مع الصباح، وأن تكون تلك المجالس التي يرتادونها ذات الديكورات الراقية والمساحات الواسعة عامرة بحلق العلم ومجالس الذكر بدل اللغو وتتبع القنوات. إنها دلالات ومؤشرات لأكبر مشاريع الأمة وأنبل غايتها جعل الله للجميع نصيبا في يومها القريب المرتقب.