14 نوفمبر 2025
تسجيلبينما كنت أزور أحد الاصدقاء في مستشفى حمد العام، لاحظت بالغرفة التي بجانب غرفته عشرات من باقات الورود، التي لم يتسع لها المكان في الغرفة وتم وضعها بالخارج..نعم للورود أهمية ولها مردود جميل في النفس.. ولكن في اعتقادي ذلك ليس من السنة، ولن تساهم تلك الزهور أو الورود أو ما شابهها في شفاء المريض..جميعنا نعرف آداب زيارة المريض في الإسلام، ومن أهمها الدعاء له بوضع اليد على مكان الألم أو على أي جزء من جسدة أو بالقرب منه والدعاء بـ "اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك" ونكررها أو نقراء شيئا من القرآن وننفث عليه إن أمكن، وألا نطيل الجلوس عنده.. وغيرها كما تعلمناه من السنة النبوية الشريفة.وقليل من الناس من يأتي الى المريض ويدعو له.. فالبعض لا توجد لديه الجرأة أو يستحي على الرغم من أن ذلك يفرح المريض ويدخل السرور على قلبه.. والبعض إنما يأتي "للسوالف أو حتى لا يقول ذلك المريض إن فلانا ما أتى لزيارتي.."شراء الورود بمبالغ باهظة وكذلك انواع الشكولاتة التي تجد أسعارها مضاعفة في المستشفى وفي الغالب لا يأكلها المريض؛ لانها قد تكون مضرة لصحته..فلو أن الزائر يتصدق بما يريد من قيمة الورود او الشكولاتة أوغيرها بنية أن يشفي الله ذلك المريض أفضل من تراكمها في الغرفة وخارجها.. وما هي إلا أيام أو ساعات وتذهب الى مكبات الزبالة..الصدقة أفضل وأنفع، وهي دواء وسبب للشفاء بإذن الله، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "داووا مرضاكم بالصدقة".التبذير والتقليد الأعمى لا يستفيد منه المريض ابدا..لن أتحدث في هذه العجالة عما تفعله بعض النساء حين يزرن بعضهن بالمستشفات، وخاصة للمرأة التي رزقها الله بمولود..ولا ما يفعله البعض منهن في غرف ما بعد الولادة، من وجودهن في غرف خاصة تتحول الى افضل من أي جناح في أغلى الفنادق في العالم.. وغير ذلك من الهدايا والألعاب والتي تضيق بها تلك الأجنحة الملكية..وفي الآخر يقولون لها حمدا لله على السلامة..فأعتقد من الأفضل أن يقال لها حفظك الله من شر حاسد اذا حسد والله يخلف عليك و...الخ.لا أعرف هل معنى الشكر وحمد الله على السلامة بهذه الطريقة وبالإسراف والمباهاة والتي قد تصل الى المعصية والعياذ بالله!!لو أردت الكتابة في هذا الموضوع فإنني سأحتاج الى عدة مقالات، ولكني أود أن أركز في أننا يجب أن نهتم بثقافة زيارة المريض وأن نبتعد عن الإسراف وأن نتبع السنة النبوية المشرفة وآداب الزيارة البسيطة المحببة.