18 سبتمبر 2025

تسجيل

الإنجازات لا تضيع

24 أبريل 2016

هل حان الوقت لكي نفتش في تاريخنا القديم أو المعاصر عن الإنجازات التي قدمتها المرأة العربية في كافة ومختلف المجالات لنبرزها لكي تكون قدوة لأجيال جديدة من الناس والفتيات بصفة خاصة من الناشئة، وذلك للقيام بالبحث في التاريخ والسير والرسائل وكتب الرحلات والتراجم لرصد الإسهامات النسائية في مختلف المجالات المعرفية والعلم والجهاد والتعليم والثقافة، والأدوار الطلائعية، التي قمن بها مع الحرص على نشرها بالوسائل المناسبة وخصوصا الإعلام الجديد من ميديا وشبكات تواصل لأن تلك اللغة التي يفهمها ويتقنها الجيل الجديد .وأقول أيضا إن لدينا إشكالية في توثيق تاريخنا وخصوصا الرائدات من النساء والأكثر تحديدا مسيرة المرأة فيه، حتى عندما نكرم الرائدات فإن ذلك يكون من منطلق إنشائي دون أن نوثق تواريخ إنجازات تلك الرائدة ومدى إسهامها في المجال الذي برعت فيه .أكتب ذلك اليوم، وكلي إيمان بأن من قدمت شيئا لوطنها مهما كبر أو صغر فلن يضيع أبداً وأن التاريخ سينصفها ولو بعد حين وهذا ما حدث مع بطلة قصتنا اليوم التي تناقلتها وكالات الأنباء وأعني بها هارييت تبمان تلك المرأة الأمريكية والتي بسببها أعلنت الولايات المتحدة عن خطتها لتغيير تصاميم بعض الأوراق النقدية من فئة 5 و10 و20 دولاراً، لتحمل صورة "إحدى المناضلات ضد العبودية" وهي هارييت تبمان، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ مائة عام.وقال وزير الخزانة الأمريكية، جاك لو، في رسالة وجهها إلى شعبه: "يسعدني اليوم أن أعلن أنه للمرة الأولى منذ قرنٍ من الزمان، فإن واجهة عملتنا سيعرض عليها صورة امرأة هي هارييت تبمان، وذلك على ورقة 20 دولارا النقدية ".وتابع "لو" قائلاً: "نتوقع أن التصميم النهائي للعملات الورقية من فئة 20 و10 و5 دولارات سيتم كشف النقاب عنه عام 2020 في الذكرى المئوية للتعديل التاسع عشر من الدستور والذي ضمن حق التصويت للنساء".وبحسب رسالة الوزير الأمريكي، فإن "الوجه الآخر لورقة العشرين دولاراً سيحافظ على صورة البيت الأبيض، فيما أشار إلى أن ورقة 10 دولارات ستحتوي في أحد وجهيها على صورة تخلد ذكرى قياديات حركة تحرر المرأة في الولايات المتحدة أثناء تظاهرهن أمام وزارة الخزانة الأمريكية عام 1913، فيما ستحافظ واجهة الورقة النقدية الخلفية على صورة أول وزير للخزانة وهو أليكساندر هاملتون".وبين "لو" أن ورقة 5 دولارات ستحتوي في واجهتها الأمامية على حدثين يتعلقان بحركة الحريات المدنية، وقعا قرب نصب الرئيس الأمريكي الراحل أبراهام لينكولن، والذي قاد البلاد أيام الحرب الأهلية الأمريكية وأصدر قانون إنهاء العبودية، فيما ستحافظ الواجهة الخلفية على وضعها باحتوائها صورة الرئيس نفسه.وأخيرا فإن العبرة والحكمة في ذلك أو السؤال الهام الذي لابد أن نطرحه هل كانت تظن تلك المرأة المسكينة الضعيفة التي كانت تباع وتشترى أنها بعد قرابة مائة عام ستكون على عملة الولايات المتحدة جنبا إلى جنب مع الرؤساء الكبار؟ وأقول لها ولك أيتها المرأة إن الأعمال الجليلة لا تضيع فقط علينا أن نعمل بالإخلاص والتفاني والصدق نرجو به رضا الله ونحن مؤمنون أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا فنحن نفعل والجزاء من الله الواحد القهار والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .