18 سبتمبر 2025

تسجيل

الغـُمة في هذه القمة

24 أبريل 2011

أنا في قمة سعادتي ولكم أن تتوقعوا لماذا؟!!..في قمة ارتياحي وانبساطي وهدوئي وفرحتي وأنتم فقط من يمكنه أن يذكر السبب دون أن يجهد عقله في استنباط الأسباب لأنكم بلاشك تشاركوني الارتياح والسعادة ذاتها بعد أن عرفتم مثلي بأن القمة العربية لن تعقد الشهر القادم وانه تم تأجيلها حتى إشعار آخر وإلى حين الإعلان عن اسم الأمين العام الجديد لها ومن سيخلف السيد عمرو موسى الذي سيدخل معركة الانتخابات على رئاسة مصر بعد أن حرمه مبارك من الدخول إلى معترك الحكم وفاز الأخير بها كالعادة بينما تبوأ موسى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وتموت بعدها أحلامه في أن يكون رئيساً لدولته التي أتاحت له الآن فرصة لتجديد آماله بحكم مصر العظيمة ولست الآن في تناول ما ستقبل عليه مصر من مفاجآت وتقلبات في مستقبلها السياسي الداخلي والخارجي ولكني في شعوري بأنني لن أكون هذه السنة مضطرة لسماع الهراء الذي تخرج به القمم العربية كلما انعقد وصلها وغاب عنها أكثر من نصف رؤسائها، كما انني لن أكون مجبرة على التبحلق أمام شاشة التلفاز لرؤية الأيادي الخفية وهي تمتد من الأدراج السرية لتلاوة البيان الختامي المعد مسبقاً والذي يعاد كل سنة مع تغيير التاريخ.. لالالا كل هذا لن يكون فقد رحمتني الحكومات العربية من تحمل كل هذه البلاوي والفضائح السياسية لاسيما وان معظم هذه الحكومات منشغلة هذه الفترة في إنقاذ كراسيها من الانزلاق إلى المشانق التي أعدتها الشعوب لها وليست متفرغة بطبيعة الحال إلى الاهتمام بشؤون غيرها حتى ولو قيل لها إن اليهود أحرقوا بيت المقدس أو المسجد الأقصى فكل رئيس اليوم يهمه أن يبقى رئيساً معززاً مكرماً وينهي حكمه دون أن يجبره أحدهم على التنحي غصباً أو ملاحقة قانونية له ولعائلته في تتبع أساس ثروته المالية والإجابة على السؤال المخيف من أين لك هذا؟!!..ولذا فإن الرحمة التي أحدثتها الانتفاضات العربية الشعبية على حكوماتها تبدو لي لطيفة من سماع سلسلة الشجب والاستنكار والرفض التي أصابتنا بتخمة سياسية في ردود الفعل العربية الرسمية تجاه أي مواقف إسرائيلية همجية ضد فلسطين وشعبها المرابط في أرضه المحتلة ولن أستغرب إن عقدت القمة العربية تمائمها وكانت قمة تعارف بين الرؤساء بحيث يُعرِّف كل حاكم عربي بنفسه وأي دولة يحكم ولتكن القمة القادمة مدعومة بجدول أعمال دون أن يتغير شيء في البيانات الختامية التي سيضاف في تعديلها بالإضافة إلى التاريخ أسماء القادة الجدد الذين لحقوا بركب الشاجبين والمستنكرين الرافضين!..كما انني ولا أخفيكم أنتظر الوافد الجديد لأمانة الجامعة العربية الذي سيواصل سياسة الصمت المقنع التي مارسها عمرو موسى طوال فترة منصبه بعد أن كان يُعد فارس الخارجية المصرية بكل اقتدار وقدرة على تكوين سمعة قوية لمصر وللعرب عموماً ولتنهار بعد أن تمت (زحلقته) مكانة مصر السياسية وتماسك ردود الفعل العربية بفعل فاعل كان فيها موسى شخصاً سلبياً لا يهش ولا ينش في أقسى المواقف التي كانت تحتاج منه وقفة مزمجر غاضب ينتفض لأجل ما تشهده قضية العرب الأولى وهي قضية فلسطين المحصورة اليوم في غزة المحاصرة منذ ما يزيد على أربع سنوات والجرائم الإرهابية التي مازالت قوة إسرائيل العسكرية ترتكبها في حق الصغير والكبير دون هوادة أو رادع يجبرها على أن ترفع ترسانتها الحربية عن هذا الشعب الذي أجد نفسي أمامه عارية من أي دين يجمعني معه أو لغة عربية أشاركه بها إجباراً لا اختياراً أو دم يحمل الهوية العربية ذاتها وأخجل من أن أناصفه معنى العروبة والإسلام فماذا يمكن أن تقدمه له جامعتنا الذليلة أو قممنا الهزيلة لهذا الشعب الذي كلما مد أنفه يشتم هواءً أقبل الإسرائيليون يجدعون أنفه بكل قسوة وعلانية ونحن ننظر ونرى ونبحث ونتساءل هل يعالج الشجب هذا الندب؟!..أي قمة عربية ستتأجل وعقدها وإلغاؤها سيان لدينا ولدى شعب غزة الذي بات قنوعاً بأن أرضه له ودمه مهدور على الدوام وما يجري له هو الأحق بلملمته وتطبيب نفسه؟!.. أما القادة العرب فدعوهم فما باتوا يشكون منه أشد ضراوة من إرهاب إسرائيل على الفلسطينيين وكيف لا والراحل منهم إما إلى الغيبوبة الدائمة أو الإقامة القسرية أو السجون المظلمة والملاحقة القانونية.. فهل تصدقوا انني بت أكثر إشفاقاً وعطفاً على هؤلاء وغيرهم ممن يظنون أنهم يحكمون شعوباً والأصح ان الشعوب هي من تحكم القادة..اسألوا مبارك الآن وأجزم بأنه سيقولها بعلو صوته... (الكلام ده صحيح وشوفوني أصعب عليكو أوي)!!.. ما تشوفش وحش يا حسني!. فاصلة أخيرة: بعض (اليمنيين المعارضين) هنأوا قلمي بانضمام الموالين لحكم علي صالح إلى قوافل المعجبين به وأنا بدوري أهنئهم على استيعابهم لما أكتب وأحاول شرحه من التي أسميها حتى الآن (فوضى اليمن) فقد اكتشفت انني أتحدث (أوردو) وليس لغة عربية صحيحة كما كنت أظن!.. الله يخلف بس!