11 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ أن حل بنا بلاء ووباء كورونا وبعض الناس يسببون لنا كورونا عصبية، يقول لك أحدهم ان شاء الله أجيب العيال ونزوركم بعد صلاة العشاء؛ فتقول له شكر الله سعيك خليها بعد صلاة عيد الفطر وتشرح له أنه وفي ظروف الوباء الحالية من الخير له ولي وللمجتمع ان يلزم هو وعياله البيت قدر المستطاع، فيقول لك: انت جبان، وتلتقي ببعضهم وتصافحهم ثم تمسح يدك بمنديل مطهر أي فيه مادة معقمة فيصيح محتجا: ليش فيني جرب ولا إيدز؟ فتمد له المنديل ليمسح به يده فيلقي به في وجهك وهو يلعن خاشك ويقول عنك انك جبان ومتفلفس (وهذه في شتيمة أسوأ من متفلسف). يا جماعة أمور الصحة الشخصية والعامة لا مجاملات سخيفة فيها، وبالمناسبة فإنني أتحدى من يزعم أنه قرأ لي سطرا واحدا أتباهى فيه (على نحو جدي)، بإنجاز أو عمل ما، ولكنني سأتباهى اليوم بأعلى صوتي بأنني لا أجامل أحدا في أمور صحتي: تدعوني لعشاء سيمتد الى ما بعد منتصف الليل؟ مش جاي. تحلف علي بالطلاق كي أتناول قطعة الكنافة الثالثة؟ طلق ولا تنس ان تدعوني عندما ترد زوجتك او تتزوج بأخرى ولكنني لن أجاملك حتى في وليمة الزواج بأكل أشياء قررت الامتناع عنها منذ سنوات. دعوتني الى الغداء ووضعت أمامي خروفا كاملا فوق عشرة كيلوغرامات من الرز، ثم أكرمتني بقطع ضخمة تنز شحما؟ شكر الله سعيك ولكنني لن أدخل قطعة لحم فيها أي درجة من البياض في فمي (لأسباب صحية وليس بسبب عقدة "عنصرية"). ويا عزيزي حتى اللحوم التي نسميها حمراء ملغومة بالدهون فلا تغلب حالك معي وتقدم لي لحما مكسوا بالشحم! وأتحدى من يزعم انه رآني أشتري حلويات شرقية لعائلتي!. أشتري بقلاوة وكنافة وبسبوسة عمدا ومن حر مالي؟ مستحيل! أما إذا وجدتها أمامي في مناسبة ما فإنني أتناول منها قطعة او حتى ثلاثة!. لست من النوع الذي يحسب السعرات الحرارية في الطعام، ولكنني أعاف الشحوم والدهون، وأحب الحلويات كثيرا و"أموت" في الآيس كريم، ولكنني لست على استعداد أن "أموت" بسبب الآيس كريم، ولا شيء في نظري أشهى من التمر ولكنني تعلمت مؤخرا "فرملة نفسي" فلا أتناول إلا قطعا معدودة من التمر يوميا. وكثيرا ما أصف بأنني قليل الذوق خاصة عندما أكون ضيفا واعتذر عن تناول أصناف معينة تعرض عليّ، ولكنني أرفض أكل ما لا أعتبره ضارا بالصحة بكل تهذيب وبعد هذا الفاصل التفاخري أقول ان السمنة سبقت الكورونا كوباء بين جيل الصغار بسبب إدمانهم للوجبات السريعة، ولكن ما البديل لتلك الوجبات؟ الكبسة؟ المنسف؟ الكسكسي؟ الكوارع؟ الثريد/الفتة؟ المندي؟ أم علي؟ القطايف؟ وجميعها أكلات ملغومة بعناصر تفتك بالأوردة والشرايين والأمعاء! وبقية الأكلات التي لم أورد أسماءها تطبخ او تحمر في كثير من الزيت مضافا إليه تشكيلة من البهارات تجعل الغازات تخرج عبر الأذن! والشاهد هو أننا بحاجة الى حملة طبية توعوية تقول لنا صراحة ان معظم أكلاتنا الشعبية رغم حلاوتها، لا تقل خطرا على الصحة عن الشيشة، ومن المضحكات المبكيات ان هناك من يزعم أنه يحتاج الى حجر شيشة كي يهضم وجبة دسمة وغيره يقول إنه بحاجة الى كولا كي يهضم مثل تلك الوجبة. يا عزيزي.. أولا: لو أكلت قدر طاقة بطنك فإنها ستتولى بنفسها عملية الهضم بكفاءة، وثانيا: لماذا تكبس بطنك حتى تحتاج الى مساعدة خارجية للهضم؟ ثالثا: الشيشة تدخل الرئة ولا يوجد دليل علمي على ان الرئة تلعب دورا في الهضم، ورابعا: الكولا تسبب عسر الهضم وشربها بعد وجبة شعبية مشبعة بالدهون والنشويات لا يختلف عن محاولة إطفاء نار في زيت مشتعل بصب الماء عليها. [email protected]