14 أكتوبر 2025
تسجيلجرت العادة في قطر، أن يكون العزاء لمدة ثلاثة أيام متواصلة، ويهب -ولله الحمد- جميع الناس الذين يعرفون المتوفى أو أهله، واحيانا حتى من لا يعرفونهم بأداء واجب العزاء خلال هذه الأيام الثلاثة كسبا للأجر وحبا في الوقوف مع أهل المتوفى.ويختلف العزاء لدينا عن بعض الدول، ففي دول أخرى يكون العزاء فقط بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، لثلاثة أيام، وبعضها فقط عند الدفن في المقبرة، وهناك من يكون في الفترة المسائية فقط.... إلخ.أما في قطر فنلاحظ أن العزاء يبدأ من بعد الدفن مباشرة إلى نهاية اليوم الثالث على أقل تقدير ويوم العزاء يبدأ منذ طلوع الشمس وإلى الساعة العاشرة ليلا بشكل متواصل، اللهم إن كانت هناك استراحة بسيطة لتناول الغداء من الواحدة إلى الثالثة، كل ذلك يتطلب من أقارب المتوفى الوجود طوال هذه الفترة وترك جميع أعمالهم ومصالحهم وحتى رعاية أهلهم والتركيز على استقبال المعزين وإن تخلف أحدهم ولم يقدم واجب العزاء، فقد يأخذ في نفسه شيئا منه.التوقف الكامل للأعمال قد يؤدي إلى إرباك كبير لمسؤول في تأدية عمله وقطع نشاطاته وإن كان أقارب المتوفى جميعا من إدارة واحدة فقد تشل حركة تلك الإدارة وتتعطل مصالح الناس..الفترة الطويلة التي يجب أن يلتزم بها أقارب المتوفى تجهدهم وقد تؤثر على صحتهم.الذي يحدث في بعض مجالس العزاء للأسف يصعب تخيله فقد يكثر فيها الهرج والمرج والقذف ويقل فيها ذكر الله والبعض منها يكون فرصة لتبادل المصالح والأهداف الدنيوية، وقد يسري ذلك على البعض الذي يأتي للدفن ويقف على القبر دون أي عظة ولا تذكر الآخرة، بل ينهي أعماله بالتليفون ويبيع ويشتري بالبورصة كما يشاء!!وفي العزاء يتكلف بعض أهل المتوفى بإطعام من يكون عندهم في المجلس بعمل الولائم لهم عكس ما هو وارد في السنة بأن الناس عليهم إطعام أهل المتوفى، وتجد أحيانا أن البعض من أهل المتوفى يشق عليه إطعام المعزين او وضع خيمة كبيرة مجهزة بكامل الأمكانات مع الضيافة اللازمة فيضطر الى أن يستلف حتى يستقبلهم ويكرمهم!!ما ينطبق على الرجال تجده يزيد للأسف عند النساء، فالكثير من النساء لا يتقيدن بالأيام الثلاثة، ولكن يظل العزاء لديهن مفتوحا لشهر أو شهرين.والأفضل في العزاء أن يكون بعد الدفن ولا تعطل الأعمال، بل يعزون بعضهم بعضا وهم في أعمالهم أو حسب المصادفة.وان كان لا بد ارجو ان تحدد فترة معينة للعزاء مثلا بعد صلاة المغرب الى الساعة التاسعة مساءً كما يحدث في الأفراح واعتقد ثلاثة ايام ستكفي لمن يريد تقديم التعزية.كما ارجو ان يتخذ اقارب المتوفى موقعا جانبيا واضحا حتى يستطيع ان يعرفهم الناس والمعزي يسلم عليهم ويجلس بدل ان يجعل الجميع يقفون له ولغيرة وفي كل دقيقة وقوف وجلوس وهو قد لايعرف من يعزي!!تطبيق مثل هذا الاقتراح يحتاج ثقافة من الناس وتعاون لأن في ذلك شيئا من الراحة لأهل المتوفى وضمانا لإنهاء أعمالهم ومصالحهم ورؤية أهلهم والاطمئنان عليهم.لقد كتبت هذا المقال في السنة الماضية، وجاءتني مطالبات عديدة بإعادته وبناءً على هذا الإلحاح اعيد نشر هذا المقال وفي الأسبوع القادم ان شاء الله اعيد ما كتبته عن العزاء عند السيدات، شاكرا ومقدرا لجميع القراء اهتمامهم بكل ما اكتب واسأل الله أن اكون عند حسن الظن.