14 أكتوبر 2025

تسجيل

حروب الهمج في البصرة ؟

24 مارس 2014

كأن المذابح اليومية القائمة على قدم وساق في عموم العراق منذ احتلاله عام 2003 وحتى لعقود طويلة قبل ذلك التاريخ لم تكن كافية لإشباع نهم البعض للدم المراق في الحروب العبثية، حتى تجددت أبشع صور التخلف والهمجية والبربرية في (العراق الديمقراطي) من خلال اشتعال النزاعات العشائرية الدموية والتي غالبا ما تنشأ لأسباب تافهة كالصراع حول ملكية بقرة!! أو تعدي حيوان على أراضي عشيرة أخرى او بسبب (نعال) نعم نعال في زمن العولمة والديمقراطية الوهمية لأتباع أحزاب التخلف والعمالة والعدمية والتخريف، ولعل آخر المهازل الكارثية هو إندلاع حرب حقيقية وهمجية بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الصواريخ بين غشيرتي بني مالك والبوبخيت في شمال البصرة (القرنة) بسبب نزاع حول مناطق رعي!، وقد تطور الصراع الجاهلي لدرجة أن طلب محافظ البصرة الدكتور الجراح ماجد النصراوي النجدة من الحكومة المركزية في بغداد لإرسال إمدادات عسكرية ولربما من حلف (الناتو) للفصل بين المتقاتلين من الهمج والمعدان والأميين الأغبياء الذين لم تستطع كل جحافل وقوات الأمن من كبح جماح قتالهم المرير!!، وهو ما يعني تدهور هيبة الدولة العراقية وانحطاطها المطلق ودخول العراق في مرحلة الفوضى الشاملة والتسيب الأمني والتقاتل الداخلي بين أبناء الدين والمذهب الواحد ولأسباب تافهة جاهلية لا علاقة لها بالإسلام ولا بالعروبة ولا بأي ملة أو عقيدة سوى عقيدة التخلف والهمجية الرثة التي سادت العراق بعد سيادة أفكار وأحزاب التخلف والعشائرية الرثة، والمؤلم أن ذلك الصراع العشائري قد تطور ليشمل نصب سيطرات تقطع الطرق وتختطف الناس على الهوية وتزرع الرعب في نفوس الآمنين والمسافرين العاديين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في حروب داحس والغبراء العراقية الجديدة تحت حكومة (المختار) الرهيب والقائد الضرورة الجديد الذي تشبه بالقائد الضرورة الراحل المشنوق صدام وهو يوزع المسدسات على رؤساء العشائر في تمجيد لثقافة الدم والموت وفي استحضار فظ لأبشع صور التخلف والعدمية، ترى أين توارت ثقافة الأحزاب الطائفية الدينية التي تدعو للسير على منهاج أهل بيت النبوة الكرام؟ وأين ثقافة وتوجيهات أهل العمائم من المعتلين للمنابر والذين لا يقدمون أية خدمة أخلاقية أو ثقافة وعي سوى ما يقدمونه من مسرحيات اللطم والدجل والشعوذة!!، والأهم من هذا وذاك أين توارت شجاعة وفدائية رؤساء عشائر التخلف وهم يقتلون بعضهم بعضا فيما فشلوا في مواجهة نظام صدام الذي كان يشتمهم ويهينهم علنا ويتحداهم دون أن يمتلكون الجرأة على الرد!! لقد تغولت عشائر النخلف بعد زحف الهمج والطائفيين على السلطة وتحولت المدن العراقية الكبرى لمزابل حقيقية لقيم متخلفة نبذها العالم منذ قرون فيما بقيت مستوطنة في العراق بل تتناسل بشكل فظ لتزرع واقعا مأساويا متخلفا، بكل تأكيد سيأتي يوم قريب ستهاجم فيه عشائر العمارة عشائر البصرة ثم تتدخل عشائر الناصرية لصالح أحد الأطراف قبل أن تقرر عشائر غرب العراق توسيع مشاركتها لتشمل عملية إجتياح لمضارب بني عبس ثم تتدخل العشائر الكردية لحماية مصالحها وتنشب الحرب العالمية الثالثة العشائرية في عراق التخلف والهمجية!!، لقد كانت من أبشع نتائج الدكتاتورية الصدامية البائدة وحالة الحصار الدولي التي تعرض لها العراق بعد غزو الكويت هو استباحة المدن العراقية والحواضر الحضارية لأفواج المهاجرين العشائريين بسبب الحروب وتجفيف الأهوار وتعملق عشائر (الكرامشة) و(الدبيسات) و(عرب بزون) وأخيرا بنو مالك وتحولهم لمراكز قوى في ظل غياب الدولة المريع وهزالة الحكومات العراقية المتعاقبة!!، عراق اليوم هو أجمل عراق بالنسبة للنظام الإيراني تحديدا والذي يبدو سعيدا وهو يتفرج على مصارع المتحاربين من همج القرن الحادي والعشرين وهم يعيدون تمثيل وتصوير حرب البسوس وداحس والغبراء ويلمعون صورة (غليص) وقادة التوحش والتخلف... مبروك لحزب الدعوة القائد الصنديد هذا الوضع الذي جر العراق إليه.. ونبارك أكثر للإدارة الأمريكية المناضلة التي أعادت العراق ليس لخمسين عاما للخلف بل لخمسة عشر قرنا من الزمان، نتمنى من السيد القائد العام المارشال نوري المالكي أن يسلم لنا على الباذنجان!!.؟