02 أكتوبر 2025

تسجيل

في عيدك يا أمي

24 مارس 2013

من أيام قليلة مرت علينا مناسبة لا أستطيع أن أمررها مرور الكرام دون أن أقف عندها فهو يوم ليس ككل الأيام يوم عيدك يا أمي فهل يوجد أهم منك يا من رضاك عنى هو سر نجاحي يا من جعل الله الجنة تحت قدميك فى عيدك يا أمي أعود طفلة صغيرة أتذكرك وأنت تعلمينني كيف أنطق حروفي الأولى كيف أخطو خطواتي الأولى أتذكرك كيف كنت تعلمينني كيف أمسك قلمي وأكتب أول حروفي.. أتذكر انك من علمتني أني لا بد أن يكون لى كيان ووجود وليس مجرد صفر وعلي أن أختار أن أكون على اليمين او على الشمال. علمتني أن انشغل في تقييم نفسي لأني إن انشغلت في تقييم الآخر فقد يضيق صدري إن سبقني، وقد أتوقف عن الابداع إن سبقته. • علمتني أن أجعل الدنيا في يدي لا في وجداني حتى أحقق راحة الدنيا وفوز الآخرة. أتذكر فرحتك بأول مقال كتبته.. بأول كتاب كتب عليه اسمي.. بأول مولود لي.. معي في كل أيامى وأحلامي لا لشيء سوى لانك امي. ماذا أهديك يا أمي في عيدك؟ وهل يكفيك يوم واحد؟ هل يكفي أن نتذكرك في يوم واحد؟ هل يكفي الأم التي ضحت وسهرت وتعبت، الأم التي ربت وعلمت، الأم صانعة الرجال أول مدرسة لابنائها هل يكفيها يوم واحد نتذكرها ونهدي لها الهدايا وبعد ذلك ننشغل عنها؟ والأغرب من ذلك أن هناك من يقاطع أمه، من يتركها أياما وليالي دون أن يسأل عنها دون أن يقبل يدها وقدميها دون أن يرد لها الجميل وأن يعاملها بالإحسان والرحمة كما أمرنا الله تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} صدق الله العظيم. ويقول الإمام الشافعي رحمه الله "وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــر" وبالرغم من وجود أبناء يقسون على أمهاتهم الا أن هناك اخرين كل شغلهم الشاغل هو بر والدتهم كنت اقرأ في احد المواقع واستوقفتنى هذه القصة ووددت ان أشارككم بها احتفالا بالأم هذه القصة نقلت على لسان احدى الطبيبات تقول: دخلت علي في العيادة عجوز في الستينيات بصحبة ابنها الثلاثيني لاحظت حرصه الزائد عليها حتى انه يمسك يدها ويصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوص سألته عن حالتها العقلية لان تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي فقال إنها متخلفة عقليا منذ الولادة، تملكني الفضول فسألته: فمن يرعاها؟ قال: أنا قلت والنعم ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها؟ قال: أنا ادخلها الحمام وأحضر ملابسها وأنتظرها إلى أن تنتهي وأصفف ملابسها في الدولاب وأضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس.. قلت: ولم لا تحضر لها خادمة؟ قال لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة.. اندهشت من كلامه ومقدار بره وقلت وهل أنت متزوج؟ قال نعم الحمد لله ولدي أطفال قلت إذن زوجتك ترعى أمك؟ قال هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها وقد أحضرت لزوجتي خادمة حتى تعينها ولكن أنا أحرص أن آكل مع امى حتى أطمئن على السكر.. زاد إعجابي ومسكت دمعتي! واختلست نظرة إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة قلت أظافرها قال: قلت لك يا دكتورة هي مسكينة وانا اقوم على رعايتها.. نظرت الأم له وقالت متى تشتري لي بطاطس؟ قال ابشري الحين اوديك البقالة! طارت الأم من الفرح وقامت وهى تقول الحين الحين. التفت الابن وقال: والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار.. سويت نفسي اكتب في الملف حتى لا يظهر علي التأثر وسألت هل لديها غيرك؟ قال أنا وحيدها لان الوالد طلقها بعد شهر قلت أجل رباك أبوك قال: لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفيت الله يرحمها وعمري عشر سنوات. قلت: هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت بك أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك؟ قال دكتورة أمي مسكينة طول عمرها من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها. كتبت الوصفة وشرحت له الدواء وخرجا من العيادة وبكيت من كل قلبي وقلت في نفسي هذا وهي لم تكن له أما فقط حملت وولدت لم تربّ، لم تسهر الليالي، لم تمرّض، لم تدرّس لم تتألم لألمه لم تبك لبكائه لم يجافها النوم خوفا عليه لم ولم ولم ومع كل ذلك كل هذا البر تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله فكرت بأبنائي هل سأجد ربع هذا البر؟؟ مسحت دموعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة، هذه هي القصة وسلامتكم..