19 سبتمبر 2025
تسجيلارحل يا علي.. ارحل ودعنا نرَ عباقرة التغيير ماذا سيفعلون!.. ارحل ودعنا نرى (شباب وشياب) ساحة الجامعة ماذا سيقدمون من خطط تنموية وتقدمية لليمن الذي ذبلت ابتسامته بعد أن انتشرت (الأورام السرطانية) في خلايا محافظاته وتم التغرير بأهلها بوجبة غداء وحزمة قات ومائة ريال يمني ولكم أن تحسبوها كم تكون بالعملة القطرية!!.. ففي المناظرات التي تنظمها قناة (سبأ) اليمنية بين الموالين للحكومة والمناوئين لها من الذين يستبيحون ساحات وحارات العائلات والأسر انبرى أحد المطالبين بتنحي صالح عن الحكومة بالقول إنه لو رحل الرئيس عن السلطة فاليمن وخلال خمس سنوات ستكون من الدول المتقدمة!!.. يا شيخ قل غيرها بس!!.. فهل يعقل هذا الكلام الخارج عن حدود العقل أن يقوله من يقولون عن أنفسهم صنّاع التغيير والثورة؟!.. فعلى الأقل اجعلها عشر سنوات لنصدق أن من سيعقب هذه الحكومة سيفعل شيئاً يذكر وإن تنحى علي أتى بفائدة على شعب اليمن الذي تتنازعه رغبات بقاء الرئيس أو رحيله!.. ولذا فإن إيماني بأن اليمن لا يمكن أن يكون يمن الحكمة والعقل إلا بالحوار والنقاش وليس كالحال الذي نراه اليوم من تخبط وفوضى وتخريب وعقول هشة يقف مداها عند رحيل الرئيس فقط وما بعد ذلك فالله كريم!.. وصدقوني إنني بت أميل أكثر إلى أن يرحل علي عبدالله صالح عن الحكم فقط ليرى المعتصمون الذين استباحوا أبواب البيوت المأهولة بالسكان انه لم يكن لديهم أي خطط لما بعد رحيله وانهم سيعيشون دوامات التغيير والتقلب والتشقلب مادامت رؤوس الفتنة تجد بينهم من يطيع ويستجيب دون أن يحرك عقله نحو ما يمكن أن يؤمن به من داخله وإن تونس ومصر لا يمكن أن تولدا في اليمن لفروق كثيرة بين شعوبهم، واليمنيون يعلمون انهم يختلفون عن شعبي مصر وتونس في الحياة والبيئة ونظام العشائر الذي يتحكم بهم!.. ارحل يا علي ودع (خبيث الأحمر) ولا يمكن أن يكون نبتاً حميداً بأي حال من الأحوال يرسم لهذا البلد خطة محكمة تنهض به في خمس سنوات وربما أقل.. من يدري فقد باتت الأحلام الواهية تعصف بهؤلاء المغرر بهم وتوهمهم بأن صنعاء يمكن أن تصبح شيكاغو عربية في سنوات قليلة!!.. فللأسف إنه وعلى الرغم من استماتة قلمي في الكتابة عن الشأن اليمني في الفترة الأخيرة هناك من يسلك طريق التأويل المضحك المخزي في تفسير ما أكتبه رغم علمه بأن اليمن لا يمكن أن تكون ثورته بهذا الشكل ما دامت بنود الثورة تتوقف بعجز عند المطالبة بالرحيل دون أن تتجاوز هذا السقف بشبر واحد يمكن أن يتأمل منه اليمنيون ان التغيير جاء بفائدة وأن الأرواح التي تذهب كانت ثمناً زهيداً لما بعد سقوط الحكومة.. هذا ما أحاول أن أثبته في مقالاتي التي تعودت أن يفسرها الكثيرون بحسب توجهاتهم الداخلية وليس بحسب ما يقره العقل الذي تملكونه بطبيعة الحال وأرجو أن تتكرموا بجزء يسير منه لي فهذا يكفيني!.. فالنظرة الأولى للمظاهرات اليمنية تؤكد أن هناك من الدس والفتنة ما شقلب حال البلاد في الوقت الذي شهدنا مبادرات مؤثرة من الرئيس صالح وهذه سياسة باتت مكشوفة لمن يريد تقويض أمن البلاد وسعى سعياً شيطانياً للوقيعة بين الطرفين من خلال قلقلة الأمن وحوادث القتل وتحميل كل طرف المسؤولية الكبرى في ازهاق الأرواح وكل هذا لا ينفع مع طبيعة اليمن القبائلية والحزبية التي يجب أن تنوء بنفسها عن الوقوع في حمامات الدم الأهلية والسعي للالتفاف حول طاولات النقاش فاليمن لا يملكه علي عبدالله صالح ولكنه وطن اليمنيين جميعهم وهو أحق بأن تذهب الدماء اليمنية لأجله ضد أي متربص به من الخارج وما أكثرهم والله!.. فمن دول الجوار وحتى فرنسا وأمريكا هناك من يجد في زعزعة استقرار اليمن مصلحة كبيرة له وهذا ليس من أجل عيون اليمنيين فالمجنون وحده من يظن ان الثعالب الخارجية يمكن أن تكون نواياها سليمة تجاه دجاج القن!.. استيقظوا وفكروا يا أهل الحكمة اليمانية في جدوى ما تفعلون وما ترونه صواباً وهو والله الخطأ الأكبر الذي جعل صاحبنا المذكور أعلاه يرى ان اليمن يحتاج إلى خمس سنوات أو أقل ليصبح من الدول المتقدمة وهو لا يملك في جيبه الأيمن خطة لما بعد رحيل علي ويكتفي بصوت مجلجل متناسياً ان الطبل ورغم علو حنجرته يظل فارغاً أجوف لا يُقرع إلا من أجل الدندنة ويا ليل... داااان!!. فاصلة أخيرة: أطالع بعض المنتديات اليمنية المعارضة التي تتناول مقالاتي وأضحك ليس سخرية منها والله ولكن تندراً بإجازتي من العمل التي حملتني لقضاء وقت الفراغ بهذا الشكل المؤسف!.. هه!