11 سبتمبر 2025

تسجيل

مواجهة إرهاب حزب الله.. ضرورة إقليمية؟

24 فبراير 2016

تمثل الخطوة السعودية بمراجعة وتقويم العلاقة مع الدولة اللبنانية في ضوء هيمنة وسطوة وبلطجة حزب الله عليها، بمثابة نقلة تعبوية هجومية متقدمة وحضارية في مواجهة تيارات تسعى لتدمير العالم العربي، ولخلق نزاعات طائفية سقيمة عقيمة، ولبث الفرقة والانقسام في الجسد العربي المثخن بالجراح. لاشك أن أساليب وطرق مكافحة الإرهاب ومقاومته وإجهاض خططه ومشاريعه الشيطانية، هي خطط متحركة وتخضع لمتغيرات ميدانية دائمة في ضوء المقاربات المستجدة، وحزب الله اللبناني ومن خلال تفاعلات الساحة اللبنانية ومداخلاتها استطاع أن يتحول في لبنان لقلعة حصينة تغولت كثيرا وتجاوزت الدولة ذاتها وتحت شعارات تمويهية مرحلية عنوانها المقاومة والتحرير!، ولكن أحداث السنوات الماضية بينت بوضوح لكل أولئك السذج الذين لا يعلمون أو يحيطون بخبايا الأجندة الكبرى لذلك الحزب ومرجعيته الطهرانية الطبيعة الغادرة والمتسلطة لأهدافه النهائية، فظهرت الحقائق العارية متجسدة بوضوح ومعبرة عن وحشية ذلك المشروع التسلطي الذي لم يكتف بتدمير كل أسس الحياة السياسية واغتيال المخلصين الوطنيين اللبنانيين من أمثال الشهيد رفيق الحريري والشهيد وسام الحسن وقوافل طويلة من شهداء الحركة الوطنية اللبنانية التي اغتالتهم يد الغدر للمخابرات السورية والعاملين في خدمتها، بل سعى للهيمنة المباشرة على القرار الوطني اللبناني وتجييره بالكامل لصالح أطراف إقليمية معروفة بعدائها لقيم الحرية والتحرر ولعروبة لبنان وانتمائه الحضاري الإنساني الواسع كبلد له أهمية استراتيجية في الشرق لكونه جامعا لكل الفسيفساء الشعبية الجميلة وفق نسق حضاري متميز حتى اشتهر لبنان بكونه (سويسرا الشرق)، وليس مجرد كانتونات طائفية معزولة ومريضة! ويقينا فإن الموقف السعودي لا يمثل نفسه فقط بل إنه موقف خليجي صارم متضامن وموحد في ضوء الهجمة الفاشية الشرسة التي يديرها حزب الله ضد قوى الثورة السورية وممارسته لجرائم مروعة في الساحة السورية بل إنه تحول لجلاد متميز في خدمة الطاغية وهو يرعى ويدير السجون والمعتقلات الإرهابية السرية التي تجري فيها وتمارس فظائع تعذيبية مروعة تدخل ضمن إطار الإرهاب ضد الجنس البشري!، أما إعلام ذلك الحزب فقد تحول لقاعدة سوداء من قواعد نشر الكراهية والأكاذيب وتلويث الأجواء والتحريض الطائفي وجميعها تجري أمام عيون الحكومة اللبنانية العاجزة تماما عن لجم ذلك الحزب الفاشي الذي لم يتورع أبدا عن سفك الدماء ونشر الإرهاب وتدمير هيبة الدولة، ووزارة الخارجية اللبنانية ذاتها أضحت تأخذ أوامرها ونواهيها من الأطراف المعروفة لتشكل مع وزارة الخارجية العراقية حلفا فاشيا متخلفا في خدمة الطغاة ومناكفا لتوجهات الأحرار! لقد كان الموقف الوطني المتميز لوزير العدل اللبناني أشرف ريفي الذي قدم استقالته احتجاجا على بلطجة وغلواء وهيمنة حزب الله على القرار الوطني اللبناني بمثابة هزة كبرى لأهل القرار اللبناني الذين ارتضوا أن تكون الدولة رهينة وأسيرة بيد حزب طائفي يتسلم الأوامر والنواهي من خلف الحدود، ويتصرف بطريقة مسيئة لسمعة اللبنانيين وبما يورطهم في مواقف مخزية هم في أمس الحاجة لتجنبها والابتعاد عنها خدمة للوضع اللبناني الداخلي الحرج، وقد بينت فضيحة إطلاق سراح الإرهابي ميشيل سماحة عن حجم السطوة الإيرانية/ السورية المشتركة على القرار اللبناني الداخلي، فسماحة إرهابي متورط في تنفيذ مخطط إرهابي للمخابرات السورية لو نجح في تنفيذه لخسر المئات من المدنيين اللبنانيين الأبرياء حياتهم ولأسس لفتنة وطنية كبرى تدمر التوافق اللبناني الهش أصلا!! ومع هذا فقد تمت التبرئة المهزلة! وهو أمر لا يمكن السكوت عليه، وينتظر الشعب اللبناني الحر مساندة حقيقية من أشقائه العرب لفك أسارهم وسطوة عملاء نظامي دمشق وطهران على قرارهم ومصيرهم، مواجهة الإرهاب الأسود لا يكون إلا عبر سياسة حسم وحزم وتجفيف لمنابع ذلك الإرهاب، وقد آن الأوان لدول التعاون الخليجي المستهدفة أساسا في السير وفق برنامج موحد ومنسق لإجهاض الفتنة وشد أزر أحرار لبنان والعرب أجمعين، فقطار الفاشية يستهدف سحق الجميع، وقاطرة الموت الأسود لن تستثني أحدا، المنطقة مقبلة على مواجهات ساخنة وحتمية وكبح جماح الإرهاب وأهله كفيل بضمان تجنب سيناريوهات سوداء يسعى لها البعض!. وذلك لن يحدث بيقظة أهل الخليج العربي والأحرار العرب.