10 سبتمبر 2025
تسجيل( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ??الطفل إنسان، إنسانٌ لم تختبره الحياة بعد، ولم يفهم مبادئها وقوانينها وأنظمتها، ولم يستوعب بعد المقبول من المرفوض، والجائز من عدمه، فمن عظيم رأفة الخالق، وواسع رحمته أن جعله تحت جناحِ البالغين الراشدين من الخلق، فمداركه العقلية لم تكتمل بعد، وآفاقه الذهنية لم تتفتح بعد، لذلك هو يبقى حتى سن البلوغ تحت مسمى (سفيه السن )، فهو كونٌ صغير يرى أن العالم بأكمله أكبر منه، لتكمن في هذه النقطة، ضعفه وقلة حيلته. ?? لكن المصيبة العظمى، أن نرى أصحاب الجنحان التي تأوي تحتها أطفالا سفهاء، هم من ينتهكون حرمة ذلك القاصر الصغير، الذي لا حول ولا قوة له إلا الانصياع حيث الأوامر البغيضة الجائرة.. ??إنني يا أمة الإنسانية، أعلم كما يعلم الجميع ويرى، ما ينتشر من صورٍ في الهواتف الذكية، وعلى رأسها كبيرهم (البلاك بيري )، حيث تُعرض صور أطفالٍ بانتهاكات مختلفة، تتقطع لرؤيتها أفئدة الأسوياء، وتدمع أعينهم قهراً. ??— أن يُصوّر الطفل عارياً، بلا غطاءٍ يستر به عورته، وبوضعياتٍ مختلفة ومؤلمة، يُصورها أحد أبويه أو إخوته ليتناقلها من بعدهم البلاك بيريون، ألا يُسمّى ذلك انتهاكاً..!؟ ??— أن تُصوّر طفلة ذات الثلاث سنوات، وقد حُلق رأسها (كرجل )، وتُكسى بالملابس (الرجالية) وتؤمر أن تجلس (كالرجال) فتُسند يدها على رجلها كرجلٍ وقد جلس في المجلس، أو تتكئ على طاولة البليارد بطريقة رجوليةٍ بحتة، ومن ثم تأتي الالتقاطة الظالمة، فتُنشر كصورة تجذب بعض الشواذ المعتوهين من اللاإنسانيين، ألا يسمّى ذلك انتهاكاً. ??— أن يصوّر طفل وقد ثبّت بين شفتيه سيجارة، أو ممسكاً بشيشة تقف في وجهه كما يقف الدهر في وجه الأشقياء، ألا يُعدّ ذلك انتهاكاً..!؟ ??إن شخصاً ينتهك حرمة طفلٍ قاصر، بهكذا انتهاكات هو شخص مسلوب الإنسانية، وعديم الإحساس، لأنها وأقصد الانتهاكات وقعت من قبلهم على أطفال غالباً ما يكونون دون سن المدرسة، لا يختلطون بالبيئة المحيطة، فهم بطبيعة الحال لا يتحدثون عما يتعرضون له من اعتداءات خُلقية على طفولتهم البريئة، فهم لا يعون أنه سلوك غير معقول ولا مقبول للكون من حولهم، فيكون في الأخير (تصرف مقبول) في كونهم الصغير. ??هنا، وأمام جميع تلك المشاهد المُبكية والدامية التي تحدث في بيئات قد تخلو من الجهل الأكاديمي، لكنها مليئة بالجهل الإنساني، من ذا الذي يقف في وجه انتهاكاتٍ تحدث للأطفال القصّر في كل يوم..!؟