18 سبتمبر 2025
تسجيلماذا لو حدث واكتشفت في يومٍ ما، أن سذاجتك قد حوّلتك إلى جسرٍ للعبور، حيث إنك كنت حلقة وصلٍ بين شخص انتهازي يُعاني من عقدة الظهور، وآخر (غاية) ظاهر، ثم تكتشف أيضاً أنك أنت لا تعني له شيئاً بقدرِ ما تعني له غايته الشيء العظيم.. حالة بشعة رأيتها للأسف في إحدى علاقاتي المقربة السابقة، ولعلّ أعظم ما آلمني هو توقيت الاكتشاف، وليس الاكتشاف بحد ذاته، فالدهر الذي مضى في استغفالي إلى الوصول إلى الهدف المنشود هو الصدمة عينها. كنتُ أتساءل في ذهول..!؟ هل يوجد على وجه الأرض بشر على تلك الشاكلة.. أيتلوّن الإنسان عشرات الألوان، ويلتوي في مئات الطرق الملتوية ليصل إلى هدفٍ معين، علاقة مثلاً..!؟ أَتهان العلاقات الإنسانية، إلى هذا الحد.!؟ أللعلاقات سوقٌ سوداء، فيه تُباع وتُستبدل الصداقات..!؟ حتى وإن كانت المستبدلة غير مضمونة..!؟ لعلّ ما يقصم ظهر صدمتي هو التصرفات غير اللائقة من شخص كان مقربا ، كالتذلل غير المقبول، والالتصاق الدائم..!؟ ألا يخشى (الوصولي) أن يُنبذ من (غايته) من شدة التذلل، ومن شدة خفض جناح الذل من المهانة، فقط في سبيل الإرضاء..!؟ ألا يخشى (الوصولي) أن يُطرد من بلاط (الغاية) من شدة الالتصاق الدائم، والملازمة المتواصلة جل الوقت..! ثم ألا يخشى نظرة الناس له وهو في ذلك الوضع من اللاكرامة وانعدام عزة النفس، أليس للبشر أعين قد يسقط منها سقوطاً عنيفاً حيث هاوية الهوان.. أم أنها خطط مدروسة، وخطواتٍ محكمة، لكي يصلوا بعد ذلك إلى الغاية الأكبر فالأكبر وهكذا، إذاً كل البشر جسور للعبور في أعينهم..! فأين العلاقة الصادقة إذاً..!؟ أين تتجلى الإنسانية الحقة..!؟ في أي زاوية نرى المبادئ.؟ وتحت أي معطفٍ دسّت، ليخرج لنا مبدأ واحد لا غير (الغاية تبرر الوسيلة ).. إذاً، هو المبدأ الوحيد الذي يؤمنون به بعمق، ويعتنقونه بإخلاص، أما مبادئ الحياة الأخرى فهي مبادئ غير ثابتة، لأنها ببساطةٍ تتغيّر بتغيّر (الغاية) ليضمنوا بذلك الرضا، وعدم التزحزح عن خط سير الغايات.. إن الليالي حُبالى والدهر قلّب، هكذا أؤمن وأتيقن، ولأنني أسير في مسيرة الحياة، فقد وُجب علي إذن أن أستقي من دروسها، وأتعلّم من صفعاتها، ولابد لي من السقوط، والنهوض ثانيةً، وها أنا أنهض، وأعلّق على جدار خبراتي الحياتية، شهادةً أتجرعها ولا أكاد أستسيغها، شهادة تعامل مع (الوصوليين )..