13 سبتمبر 2025

تسجيل

النسائي القطري

24 فبراير 2012

ثمة أحلام لا تموت.. تسكن في القلوب التي في الصدور، وتتعاظم بتعاظم الكون وتقدّم الزمن، لا تفنى لأنها خُلقت غير قابلة للفناء إلا حينما تتحقق، تخرج من بوابة الخيالات والأحلام، لتدخل عالم الواقعية وتغدو واقعاً، له بداية وخط سير فنهاية.. ولا أذكر أن لي حُلماً سكن في نفسي دهراً، وتعاظم حتى خلته حقيقة، كما حلمت بتأسيس (صالون ثقافي نسائي قطري) يضم عدداً من أديبات وكاتبات ومثقفات الوطن، تجمّع هو أشبه بالغيمة المثقلة بالمطر السخي، نتبادل عليها الآراء، والكتابات، والقراءات والنقاشات، وما إن ينفض تجمعنا، حتى تهلّ الغيمة بالمطر الغزير، والخير الوفير، فنرى مقالات اجتماعية هنا، ومقطوعات أدبية هناك، وهكذا دواليك، فنفتخر ونتفاخر بمنطقنا النسائي، تماماً كما نحن نفتخر بأن عروقنا فُطرت عنابية من قطر، وأن ممثلة نساء قطر هي امرأة ذات فكرٍ عظيم (الشيخة موزا بنت ناصر) حاملة لواء العلم والمعرفة.. إننا لا نجهل أن المرأة تلعب دوراً مهماً في إحياء الثقافة ونشرها، فهي شاركت الرجال في عقد المجالس الأدبية، ففي البيئات الفكرية الثقافية تسمو المدارك، وتتعمق الرؤى، وترتقي الحوارات، ويتميز المنطق.. و لأن الحُلم لايزال (خيالاً)، أي أنه كيانٌ جامد، لا ينطق ولا يتحرك، إلا إذا قمنا بعزم نحوه، وخطونا خطواتنا الحثيثة حيث يكون، فكان أن ارتحلنا إليه.. ارتحلنا نحن، أنا ومجموعة فتيات، جمَعنا الأدب، وحب القراءة والاطلاع، الكتابة والإبداع، ونشوة ارتفاع قطر ثقافياً.. قررنا تكوين الصالون الأدبي، أسوة بنساء الأدب اللاتي سبقننا، كمجلس سكينة بنت الحسين في زمن الأمويين، ومجلس الولادة بنت المستكفي الأميرة الأندلسية، أما في العصر الحديث فهناك صالون مي زيادة، وصالون كوليت خوري، ولا ننسى المجالس الأدبية العالمية كمجلس مدام ريكامييه الفرنسي، ومجلس مدام دو ستايل.. وعلى ضوء ذلك الحلم القريب، تكاتفنا نحن البضع فتيات على حمل ثقل الصالون الأدبي القطري، ليكون على أكتافنا، وثقافاتنا وكتاباتنا المتواضعة، فصرنا نلتقي كل مطلع شهر، نتجمع على مائدة الأدب، ونتبادل الحوارات، وآخر القراءات، وبضعا مما كتبنا وأنجزنا، نحلم أن يكبر ويكبر ويكبر هذا الصالون الأدبي، حتى يدخل التاريخ، ويسجل اسم قطر فيما يسمى بالأدب النسائي،.. على تلك المائدة، وضعنا رسالة ورؤية.. أما الرسالة، فأن نرتقي بقطر ثقافياً وفكرياً وأدبياً، وأن نُثبت للعالم أن النساء القطريات، هن نساء مثقفات قارئات محبات للفكر بشتى أنواعه.. وأما الرؤية، فهي تجمع أدبي راقٍ، نتبادل فيها كل ما يسمو بمداركنا، ويجعل من منطقنا منطقاً عذباً، وفكراً نيّراً.. كذلك، نتناقش فيما بيننا عن أمرٍ قد يخرج عن لب الأدب، ولكنه لب الحياة، رؤيتنا الثانية هي (حقوق الطفل) وحفظ حرمته من الانتهاك والاعتداء، فأطفالنا هم فلذات أكبادنا، وهم حماة الوطن غداً، وبناتنا هن أمهات الأمة القطرية، وحملة الراية من بعدنا في هذا المسار الأدبي، أو غيره من المسارات في هذا الوطن المعطاء.. كان ذلك هو حُلمي الذي أوشك على التحقق.. هو خيالي الذي صار قاب قوسين أو أدنى من الواقع.. فقط، نحتاج إلى ابتهالاتٍ عدة، ودعمٍ معنويٍ عظيم، من أهلنا وأصحابنا، وأحبابنا، يُشجعنا على المضي قُدماً فيما نسعى عليه، ليكون من أنجح المشاريع الثقافية، هو الحلم الحقيقة الذي أدعو الله وأتوسل إليه أن يحفظه من الشُهب وعيون النرجس إلى حين أن يتحقق ويكبر وينجح، باسمي والفتيات والنساء القطريات.. ? ولتبقى رسالتي.. وإن انقطع العمر عن ذلك، سأكون مطمئنةً جداً في لحدي، إن تخلّد اسم قطر، في (الصالون الثقافي النسائي القطري).