15 سبتمبر 2025
تسجيلتعلّم! فليس المرءُ يُولَدُ عالماً وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ إن (المدرسة) هي الهيئة التعليمية الرسمية الأولى في الحياة، فيها يستقي المرءُ أنواعَ العلوم، وشتى الدروس، على يدِ من هم أهلُ لذلك.. إن (المدرسة) هي البيت الثاني للطفل الذي يقضي فيها جلّ نهاره، يرتوي من أروقتها، وينهلُ العلم وينفي الجهلَ بعيداً عن طُرقاته.. إن للمدرسة قداسة عظيمة، تكمن في احتواء ما بين جدرانها، العلم والخُلق والدين والخبرة الحياتية.. ولكن، ماذا لو احتوت تلك البيئة العظيمة، على ما يشوب نقاءها ويكدّر صفاءها، ماذا لو سقط عمود أساسي فيها، هل ثمة خلل سيُفقدها توازنها..!؟ أيها المجلس الأعلى.. تخيّروا لنا الأفضل، فلا تضعوا في طريقنا (الأدنى).. أيها المجلس الأعلى.. إن على مقاعد الاستقبال، أُناسٌ لا يحسنون الاستقبال.. فبغض النظر عن مؤهلاتهم الدراسية، وشهاداتهم، فإن ذلك يرجع على حُسن الخلق، وفن التعامل مع الجمهور، خاصةً حينما يكون الجمهور (أولياء أمور ).. أيها المجلس الأعلى.. إن الاستقبال يُعتبر البوابة الرئيسية والجسر الأول، الذي يصل الأسرة بالمدرسة وإدارتها، فإذا صادف التواصل الأسري توتراً منذ البداية، فكيف سيكون نهايته إذن..! ثمة مدارس تفوّقت علمياً، وأدبياً وفي جميع المجالات، ولكنها فشلت في اختيار استقبالٍ يليق بسمعتها كمدرسة، وبجهود القائمين عليها من طاقم إداري.. إن فئة أولياء الأمور، تحتمل جميع المراحل العمرية، وأنواع العقليات والثقافات والبيئات، فماذا لو قُوبلت ولية أمر مسنّة سوء التعامل والخُلق..! وكل ذاك في هيئة تربوية، تٌعطي دروساً، كما أعطت الحياة تلك المسنّة دروساً..!؟ هل تستحق بعد هذا العمر سوء أدبٍ، من استقبالٍ احتمل من السفاهة العُمرية أو الخُلقية مما جعل صاحبته لا تُحسن الضيافة ولا الاستقبال..! فبأي حقٍ هو الجلوس على هذا الكرسي..! ومن أجل ماذا.. ولماذا..!؟ ألم يكن حقيقٌ بمن أعطاهم أحقية الجلوس في واجهة المدرسة، وقبل منحهم كرسي الاستقبال، أن يتم اختبارِ أدبهم من سوئه، وخُلقهم من عدمه، ألم يكن حقيقٌ أن يتم تأهيلهم بدوراتٍ تُعلّمهم فن الاستقبال وحسن الضيافة. فيكون أول درسٍ (الابتسامة في وجه أخيك المسلم صدقة)، وثانية (ولو كنت فظاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولك).. فقط، ليضعوا نَصب أعينهم (معلم البشرية الأول)، وليكُن لهم قدوةً ومثالاً، نبيّنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وليكن خُلقُهم