19 سبتمبر 2025

تسجيل

أبشع ما قرأت

24 فبراير 2012

دائماً ما أردد أنني ضد إحدى الجُمل التي طالما رافقت المتحدثين عن القراءة، تلك التي تقول "أقرأ كل ما يقع بين يدي"، بل إنني في رحلة بحث أبدية في انتقاء ما أقرأ، لكي لا ألوث آفاق فكري بالبث السيء والبشع، فأجدني وقبل أن أملك كتاباً، أكون قد سألت واستفسرت وناقشت، إلى أن أصل إلى المحطة ما قبل الأخيرة، ألا وهي (امتلاك الكتاب) والتي تليها الأخيرة (الغرق فيه). ثم بعد ذلك نبدأ في الحديث عنه مع هواة القراءة والمثقفين، وتصنيفه إما ضمن الكتب العابرة أو ضمن (أجمل ما قرأت) في معرض الكتاب الأخير الذي أُقيم في قطر، نصحتني إحداهن بقراءة رواية (اسمه الغرام) لعلوية صُبح، وقالت: (جميلة وجريئة ولكنها بعيدة كل البعد عن الابتذال). تشجعت..!! واشتريتُها..!! وشرَعتُ في القراءة..!! 3 أيام وانتهيتُ من القراءة، أغلقتها بذهول، وانتهيت بصمت، وعلامات الاستفهام تُرسم في ذهني، ماهي القضية المطروحة والتي تحتاج إلى العلاج في تلك الرواية؟ ألهذه الدرجة افتقرت الرواية إلى اللغة الراقية لنجدها وفي بعض الحوارات كلمات خرجت عن حدود الأدب لتدخل أفق اللاأدب؟ هل اللذة - وإن كانت ضمن نطاق (الشذوذ (هي الهدف المرجو في هذه الحياة؟ هل نحن البشر لم نُخلق إلا للوصول إلى تلك اللذة؟ أياً كانت الطريقة؟ أم انطبقت على أبطال الرواية (إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا) هل أصبح (الجنس) برستيج روائي يستخدمه الروائيون لجذب انتباه المُتلقي..!؟ أَغفلوا عن أن (الكلمة هي لب الأدب) فمتى ما جُرّدت من صفاتها الجمالية ومن ثم تحويلها إلى كلمات تترفع الأعين عن قراءتها لا تعدّ أدباً البتّة..!! أم أن التطرّق إلى اللاأدب أصبح جزءا من الأدب الآن..!! انتهيت منها وانتهيت من رحلة الأفكار تلك، فلم "أتوانى" عن تصنيفها كـ (من أبشع ما قرأت).