11 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى سارق فكر

24 فبراير 2012

لطالما كنت أرفض فكرة أن السارق شخص غبي، متحججة أنه لو لم يكن ذكياً لما احتال وسرق، ولكن الأيام خيرُ ما يُثبت لنا نظرياتٍ لا نتفق معها، لذا أجدني الآن مؤمنة بغباء السارق وحماقته، ووجوب إقامة حد الله عليه.. و لكن ماذا لو كانت السرقة، سرقة فكر وأدب..!؟ ماذا لو وجدنا أفكارنا وكتاباتنا ومشاريعنا الأدبية المؤجلة، في رواية أو كتاب أو إصدار لأخرقٍ سُلبت إنسانيته، فكان أن سرق، وليس ذلك فحسب، بل وقد طُبعت على أعلاه شريطة حمراء (الطبعة الرابعة، الخامسة.. الخ )، كنوعٍ من أنواع النجاح المزعوم، ماذا لو نُبصر نجاحاتنا الذهنية، تذهب — ظُلماً — ليتقلدها سارقون أمنوا العقوبة فأساؤوا الأدب.. حمقىً هم.. عجزوا عن الإبداع فاغتصبوا أفكاراً بكراً كانت ستكون في أجمل حللها في يومٍ تُجهز فيه للخلق.. افتقدوا الأمانة الفكرية، فتوّسعت رقعة ذممهم، فأدخلوا في جعبتها ما طاب لهم من الحديث والأدب.. أنا هنا، لا أشبه ذلك السارق الأخرق إلا (بالطبل)، له صوتٌ مدوٍ ولكنه فارغٌ من الداخل، فيقول ما لا يفعل، ويدّعي الباطل والبهتان، فقط ليكون في الصفوف الأولى، ولكن النقاش يكشفه تماماً كما تفعل السكين ببطن تلك الطبلة، لنُصعق أنها حقاً فارغة..!! إن ذلك الداء المُنتشر في الأوساط الثقافية، لا علاج له إلا أهل الثقافة أنفسهم، ففضحهم واجب، فبِغَضِّ النظر عن تلك السرقات أكانت كلية أو جزئية أو غير مباشرة، فلا بد من وقوف أهل الأدب الحق كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً، حتى تتهاوى همم السارقين، ويولوّا الأدبار معرضين.. و كقلمٍ مقهورٍ، يرى أحلامه المستقبلية ومشاريعه المؤجلة وقد سُرقت، ونُشرت في إصدارات غبية، تفوح منها رائحة الظُلم النتنة، والسرقات الجليّة، لا أقول إلا: تباً لكم يا أذهاناً قبيحة، وسحقاً لنجاحٍ صعد على أكتافٍ طاهرة أدبياً..